وصف الوزير الأول أحمد أويحي و من باريس،بمناسبة احتفالية مرور قرن على نهاية الحرب العالمية الأولى تحديدًا لشهداء الثورة التحريرية بـــ”القتلى” لم تكن مجرد زلة لسان أو خطأ غير مقصود،
بل هي رسالة مُشفرة بعث بها “صاحب المهام القذرة” إلى إدارة الإليزي مفاده أنه مستعد ليكون البديل المناسب و الذي يرعى مصالح فرنسا في الجزائر و ذلك لن يأتي-طبعًا-إلا بوضع حد لجدل الحقبة الاستعمارية والذاكرة الجماعية، ما يعني أو أويحي أبدى إستعداده الكامل لتقديم تنازلات تاريخية مقابل حصوله على الدعم والتزكية من باريس.
خطاب أويحي “الباريسي” لم يقتصر على تغيير كلمة “الشهداء” بـــ”القتلى” فقط بل إستعمل كلمة “حرب” بدل “الثورة” و ساوى بين شهداء الجزائر و الجنود الفرنسيين الذين قُتلوا في الثورة التحريرية،أي أنه ساوى بين الضحية و الجلاد،بالرغم أنه شتان بين الإثنين،شتان بين من يدافع عن أرضه و عرضه و بين الجندي الذي يُقاتل من أجل قضية غير عادلة و هي إستعمار الدول و إستعباد الشعوب.
كما أن رد أويحي عبر حزبه “الأرندي” على تصريحات وزير العدل الذي إتهمه بإدخال حوالي 7 آلاف من إطارات الدولة إلى السجن في تسعينيات القرن الماضي ظلمًا و فرضه لرسوم باهضة على الوثائق البيومترية لولا تدخل رئيس الجمهورية في آخر لحظة و ألغى ذلك مُنتصرًا للجزائريين الذين أبدوا إمتعاضهم الشديد من أويحي،بتلك الطريقة القوية و الحادة ضد لوح هو في حقيقة الأمر المقصود به رئيس الجمهورية الذي وضع كامل ثقته في أويحي و عينه عدة مرات في مناصب قيادية هامة في الدولة قابلها أويحي بالـــ”الزندقة السياسية”
و هي في الظاهر يُظهر للرئيس وفاءه الكبير و التام له و في الباطن يُضمر به شرًا،و هو ما كان يعلمه الأمين العام المُغيب للأفلان جمال ولد عباس الذي إتهم أويحي صراحة و قال أنه ليس وفيًا للرئيس الجمهورية،و قبله كذلك الأمين العام السابق للحزب العتيد عمار سعداني الذي كان لا يُطيق أويحي.
عمّـار قـردود