يعيدنا الممثل الفلسطيني السوري عبد الرحمان أبو القاسم في هذا اللقاء إلى شخصية ابن الرومية التي اشتهر بها أكثر في ثلاثية الجوارح والكواسر والبواسل، وتعلق المشاهد العربي بهذه الشخصية الحكائية، ويرفض عبد الرحمان فكرة الاختطاف من قبل الدراما، فهو يعتبر نفسه ممثلا مسرحيا بدليل أنه يحضر لعمل مونودرامي قد يعرض في الجزائر.
أهلا وسهلا بك هنا في الجزائر مرة أخرى سيد عبد الرحمان أبو القاسم، طبعا الجزائريون لما يشاهدونك يقولون إنه ابن الرومية فرغم ما قدمته من شخصيات كثيرة إلا أن هذه الشخصية تعلقت بك بداية دعني أوجه تحية من القلب إلى القلب لأهلنا وجمهورنا في الجزائر ، لأنه من واجبنا ذكرهم في أعمالنا ، فنحن نقدم ونُصنّف أعمالنا لأجلهم، فهم الحكم الأول والأخير.
في الجزائر أصبح الناس يضربون بك المثل، فأي عجوز يكثر من الحكاية إلا والتصق به لقب ابن الرومية يضحك..ابن الرومية الذي ظهر فيما يعرف بـ الفانتازيا التاريخية، طبعا هي ليست تاريخا بل تحاكي التاريخ اي ليست حقيقية، كان يمثل التلفزيون والإذاعة، وهنا يكمن دور ابن الرومية أو من هم على شاكلة ابن الرومية الذين يروون الأحاديث والحكايات للناس، فكانوا وكأنهم وسائل إعلام، كانوا أحيانا يؤلفون الحدث بخيالهم وينقلونها إلى الجمهور، وفي بعض الأحيان تكون الحكاية مرتبة ومتفق عليها، ومن هنا جاء الاهتمام بشخصية ابن الرومية، ثم لا يجب أن تنسى بأننا شعب يحب الحكاية.
قلت سابقا إن من أقرب الأعمال إليك الجوراح وتنطبق عليها أيضا الكواسر والبواسل، وفي نهاية البواسل شاهدنا أن القبيلة تعرضت إلى هجوم وهو ما أوحى للمشاهد العربي وجود جزء رابع اين هو ؟ يجب أن يتخيله الجمهور، لأن الكتاب دائما يتركون النهايات مفتوحة حتى يشركون الجمهور في أعمالهم ، في الحقيقة لا يوجد جزء آخر. يحكي يا قوم في البلاد البعيدة كان يعيش طائر كبير….طبعا أحاول أن أقلدك في شخصية ابن الرومية الجزائريون مشتاقون لحكايات ابن الرومية ممكن تعطينا مقطع منها يضحك…في الحقيقة لا أذكر من الحكايات شيء، لأن تلك الحكايات كانت منذ سنوات، الممثل يحفظ الدور والحوار وبعد الانتهاء من التصوير يُمحى من الذاكرة حتى يتهيأ لعمل آخر.
في إحدى المرات جمعك لقاء مع الراحل الرئيس الفلسطيني أبو عمار ياسر العرفات على ركح مسرح ماذا تتذكر من ذلك اللقاء ؟ أنا المدير العالم لفرقة المسرح الفلسطيني، قدمنا من خلال هذه الفرقة الكثير من الأعمال المسرحية، وهو تابع إحدى الأعمال المسرحية المقدمة حيث كرمني يومها وأعطاني ميدالية القدس من الدرجة الممتازة، طبعا هو تكريم لن أنساه من ياسر العرفات هذه الشخصية الراسخة في ذاكرتي، طبعا هو علامة مسجلة في تاريخ الشعب الفلسطيني وربما حتى في تاريخ الشعب العربي.
ماذا قدم عبد الرحمان أبو القاسم للقضية الفلسطينية من خلال المسرح والدراما والسينما ؟ أنا مسكون بالهم السياسي، لهذا كل أعمالي التي قدمتها والتي سأقدمها هي حالات تحكي السياسية، أنا مواطن فلسطيني أخرجتني السياسية والسياسة شردتنا، لهذا أريد أن أنال منها من خلال عدة أعمال مونودامية تحكي الشأن الفلسطيني، منها عمل بعنوان بيان شخصي قدمته منذ عدة سنوات هنا في الجزائر، وتغريدة أبو السلام، قصة حديقة الحيوان، الآن يسككني مانديلا ولهذا اتفقت مع أحد الكتاب السوريين واسمه سمير المطرود لنعمل على مونودراما اسمها مانديلا الفلسطيني ومنها سنطرح الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، ونعالج الشتات والتبعثر الفلسطيني، كما سنتطرق فيه عن هجرة الطاقات الشابة الفلسطينية إلى الدول الأوروبية.
هل يمكن القول إن عبد الرحمان أبو القاسم فنان مسرحي خطفته الدراما ؟ لأ أبدا…لا يخطفني أي نوع من الفنون من الركح، بدليل انه في كل عام أقدم عرضا أو عرضين مسرحيين وفي الغالب يكون منودراما اقدمها في كل الأوقات داخل سوريا بشكل عام، وفي بعض المهرجانات بشكل خاص. كان لكم حضور جميل في ولاية معسكر، خاصة مع وجود رابط روحي وثّقة الأامير عبد القادر بين الجزائر وسوريا
عندما ذهبت إلى معسكر عن طريق سلسلة الجبال المترامية الأطراف، ووصلنا إلى القمة أدركت لماذا خرج من معسكر رجل مقاوم وشهم اسمه عبد القادر الجزائري الذي استطاع أن يحقق ثورة جزائرية مهمة ، أنا شخصيا زرت مقام الأمير عبد القادر في دمشق وصورت فيلم عن الأمير عبد القادر ولهذا الامير عبد القادر شخصية جزائرية وسورية أيضا.
عبد الرحمان عبد الإلـه