تحصل موقع “الجزائر1” عن معلومات سرية و هامة حول تفاصيل المهمة السرية لصحفي جريدة “ليبيراسيون” الفرنسية اليسارية “Célian Macé” في مستشفى سعادنة عبد النور الجامعي بسطيف،حيث أن الصحفي الفرنسي “Célian Macé” كان مبرمجًا أن يزور الجزائر قبل زيارته الأخيرة لها ضمن الوفد المرافق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر يوم 6 ديسمبر الجاري ليقوم بإجراء سلسلة تحقيقات هامة لصالح جريدته في الجزائر
و أنه و بحسب ما علمه موقع “الجزائر1” من مصادر أمنية جزائرية مطلعة كان الصحفي الفرنسي يرغب في إجراء تحقيق عن القضية الأمازيغية،رأي الشارع الجزائري في رئاسيات 2019 و إحتمال ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة،إجراء حوار حصري مع وزير الصناعة و المناجم الأسبق المغضوب عليه من طرف السلطة الجزائرية عبد السلام بوشوارب تم الإتفاق عليه و أبدا الوزير موافقته على الإدلاء بالحوار،رأي الجزائريين في قضية قانون المالية 2018 و الآثار المتوقعة لعملية التمويل غير التقليدي على الإقتصاد الجزائري و السلم الإجتماعي،نظرة الجيل الجديد من الجزائريين لموضوع ضرورة الإعتذار الرسمي الفرنسي عن جرائم الإستعمار الفرنسي في الجزائر من عدمه،فضائح الصحة في الجزائر،أملاك الحركى و الأقدام السوداء في الجزائر،عالم المثليين في الجزائر،و واقع الأقليات الدينية و العرقية في الجزائر كالأحمدية و الكركرية و الميزابية و القبائل.
لكن ذات الصحفي الفرنسي فضّل تأجيل زيارته إلى الجزائر-كانت مقررة بتاريخ 20 نوفمبر الماضي-بعد أن تم إبلاغه من طرف إدارة جريدة “ليبيراسيون” التي يعمل بها أنه مكلف بمهمة رسمية في الجزائر ليكون من ضمن الوفد الإعلامي المرافق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 6 ديسمبر الماضي و هو ما حدث فعلاً على إعتبار أن الصحفي “Célian Macé” مختص بالشؤون الإفريقية و المغاربية و قد رافق الرئيس ماكرون في جولته الإفريقية الأخيرة التي قادته إلى بوركينا فاسو و كوت ديفوار و غانا شهر نوفمبر المنصرم.
و بعد أن رافق الرئيس الفرنسي ماكرون و قام بتغطية زيارته الرسمية إلى الجزائر لصالح جريدة “ليبيراسيون”،حيث قام بإعداد عدة تقارير هامة و مفصلة،غادر الرئيس ماكرون و الوفد المرافق له الجزائر لكن دون الصحفي “Célian Macé” الذي قام بتمديد مدة مكوثه بالجزائر،و في صباح يوم الخميس 7 ديسمبر سافر الصحفي الفرنسي “Célian Macé” من الجزائر العاصمة بإتجاه مدينة سطيف و بالتحديد نحو المستشفى الجامعي عبد النور سعادنة،حيث كان له موعد متفق عليه مع البروفيسور مصباح نبيل، رئيس مصلحة الإنعاش بذات المستشفى،الإتفاق تم عبر “الفايسبوك” في المرة الأولى
و تم تأكيده عبر “الواتساب” في المرة الأخيرة من خلال إرسال رسائل نصية فقط لا غير،و رفض البروفيسور مصباح التواصل مع الصحفي الفرنسي عبر الهاتف-النقال أو الثابت-و حتى التواصل عبر “الفايبر” لأسباب أمنية بحتة و حتى لا يتم كشف أمره من طرف السلطات الجزائرية.
و قد تمكّن الصحفي الفرنسي من اللقاء بالبروفيسور مصباح نبيل و أجرى معه حوارًا قصيرًا و سلمه صور و مقاطع فيديو و وثائق مهمة،و أفادت مصادرنا أن اللقاء كان قصيرًا-لم تُحدد لنا مدته بالتدقيق-لكنه سمح للصحفي الفرنسي من إنجاز مهمته على أكمل وجه.
و أشارت ذات المصادر أن أحد الموظفين بمستشفى نور الدين سعادنة-و هو إداري-هو من تفطّن للأمر و سارع إلى إبلاغ أعوان الأمن بالمستشفى و الذين قاموا بتوقيف الصحفي الفرنسي”Célian Macé” لأنه لا يحوز على أي ترخيص أو أمر بمهمة للعمل في سطيف، حيث وبعد التحقيق معه-دام أقل من نصف ساعة فقط-،
تبين أنه يحوز على أمر بمهمة لتغطية إعلامية لزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الجزائر، وبعد تفتيش هاتفه، والذي لم يضبط في ذاكرته أي صور أو تسجيلات صوتية قام بها في الجزائر أو في مدينة سطيف بطرق غير قانونية، حيث بعد الانتهاء من الاستماع إلى تصريحاته،و قبل القيام بترحيله تم إكتشاف رسائل نصية عبر تقنية “الواتساب” و صور لمستشفى سطيف و رسائل صوتية كانت مختفية بإحكام بهاتفه،ليتم ترحيل الصحفي البالغ من العمر 32 سنة إلى العاصمة،
أين تم إبلاغ الأجهزة الأمنية هناك للتكفل بقضيته لكن تدخل السفير الفرنسي و بأمر من أعلى السلطات حالا دون إحالتة الصحفي الفرنسي على العدالة.
و في سياق متصل،كشف البروفيسور نبيل مصباح شخصيًا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “الفايسبوك” أنه بتاريخ الخميس 07 ديسمبر2017 حضر صحفي فرنسي إلى المصلحة التي يشرف عليها مرتين ، الأولى كانت في منتصف النهار و كان حينها البروفيسور غير موجود بالمصلحة ليعود الصحفي الفرنسي على الساعة الثالثة مساء حيث أكد البروفيسور أنه سمع دق لباب مكتبه و هو يهم بالخروج و انه تفاجئ بشخص بهية الطلعة قدّم نفسه على أنه صحفي فرنسي جاء مع الوفد المرافق للرئيس الفرنسي للجزائر و هو بصدد كتابة موضوع صحفي حول الصحة في بلدان المغرب العربي ، و حاول البروفيسور مصباح في منشوره على “الفايسبوك” إبعاد أي تهمة حول التنسيق المسبق لهذه الزيارة حيث قال أن الصحفي الفرنسي جاء إلى سطيف عن طريق محرك البحث “غوغل” فبعد كتابته لكلمة (santé Algérie ) صادفه فيديو البروفيسور مصباح الذي نشره منذ أكثر من شهر ، و أضاف مصباح انه رفض الحديث في موضوع الفيديو مع الصحفي الفرنسي الذي دام لقائه به حوالي 05 دقائق فقط. و لم يذكر البروفيسور مصباح هل قام بعد لقائه بالصحفي الفرنسي بإبلاغ الإدارة أم أن أعوان الأمن كشفوا هوية الصحفي لوحدهم؟.
وزير الصحة يقرر إنهاء مهام البروفيسور مصباح و إحالته على العدالة
و وفقًا لجميع هذه المعطيات نتوصل إلى أن الصحفي الفرنسي “Célian Macé” تمّكن فعلاً من الإلتقاء بالبروفيسور مصباح نبيل بمستشفى عبد النور سعادنة الجامعي،و ذلك إستنادًا للمعلومات التي كشفت عنها مصادر “الجزائر1” و إعتراف البروفيسور مصباح بنفسه بإنه إلتقى الصحفي الفرنسي و دام لقاءهما حوالي 5 دقائق و إن كان نفى أن يكون قد أجرى معه أي حوار لصالح جريدة “ليبيراسيون”.
لكن وزير الصحة مختار حسبلاوي و على إثر هذه المعلومات الخطيرة لم يبق مكتوف الأيدي و قرر إنهاء مهام البروفيسور مصباح نبيل كرئيسًا لمصلحة الإنعاش بمستشفى عبد النور سعادنة الجامعي بسطيف و ربما إحالته على العدالة و لكن القرار لم يتم إبلاغه له بعد لأسباب غير معروفة رغم جاهزيته و توقيعه من طرف وزير الصحة شخصيًا وفقًا لمصادرنا.لكن السؤال المطروح هل البروفيسور نبيل مصباح-في حال تأكد توقيفه-هل هو كبش فداء بسبب كشفه لمافيا الفساد؟ أم أنه فعلاً هو من خطط لزيارة الصحفي الفرنسي إلى مستشفى سطيف الجامعي؟ و لكنه أخطأ عندما لم يبلغ مصالح الأمن بالموضوع هذا إذا إفترضنا أن هدفه نبيل و هو محاربة الفساد و ليس من وراء ذلك أمور غير مقبولة و ربما تكون خطيرة و تضر بالأمن القومي.
وزارة الصحة أوفدت لجنة تحقيق إلى مستشفى سطيف بعد إتهامات البروفيسور مصباح
هذا و نشير إلى أنه و على إثر اتهامات البروفيسور مصباح نبيل عبر فيديو نشر عبر الأنترنت يفضح فيه الفساد سارعت وزارة الصحة إلى إيفاد لجنة تحقيق إلى مستشفى عبد النور سعادنة الجامعي بسطيف،حيث قرر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، إيفاد لجنة تحقيق إلى المستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور بسطيف، للتأكد من مدى صحة اتهامات البروفيسور مصباح، رئيس مصلحة الإنعاش التي تضمنها فيديو نشر في أواخر أكتوبر الماضي على اليوتوب وتتعلق بالفساد داخل هذا المستشفى.
و كان البروفيسور مصباح، رئيس مصلحة الانعاش بالمستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور بسطيف،قد فجر قنبلة من العيار الثقيل، كشف فيها التلاعب بالمال العام وسلسلة الفضائح التي ينام عليها هذا المستشفى الذي يضمن التغطية الصحية لسكان ولايات سطيف، برج بوعريريج، المسيلة وميلة. واعتبر البروفيسور مصباح ما يحدث بقطاع الصحة بالولاية وبالمستشفى الجامعي على وجه الخصوص، أمر تجاوز كل الحدود، الخاسر الأكبر في هذه المعادلة المرضى.
البروفيسور مصباح، نشر فيديو مصور عبر صفحته على “الفايسبوك”، نشر فيه غسيل هذه المؤسسة الصحية، بكشفه ما وصفه بـ”التلاعبات في الصفقات العمومية” التي يشهدها المستشفى في الأربع سنوات الأخيرة، موجهًا أصابع الاتهام إلى المدير العام للمستشفى.
و قد أكد البروفيسور مصباح،أنه مسؤول على كل ما جاء على لسانه في الفيديو، الذي أراد منه أن يكون رسالة قوية لكل مسؤول غيور على وطنه، “للتدخل السريع لوقف المهازل والفضائح التي باتت تميز هذه المؤسسة الصحية”. موضحًا “أن الفساد الذي نخر مستشفى سطيف في الأربع سنوات الأخيرة تجاوز كل التوقعات، بدليل أن الإدارة الحالية للمستشفى بطريقة تسييرها وإنجازاتها وتعتبرها بالإيجابية صرفت أموالا تعادل بناء مستشفيين جامعيين جديدين”، لذا بات من الضروري تدخل المعنيين على أعلى مستوى، في إشارة إلى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، ومختلف المصالح الأمنية لفتح تحقيقات حول ما يحدث داخل مستشفى سطيف.
وبالعودة إلى الفيديو -الفيديو مرفق مع هذا الموضوع-الذي نُشر وتم تداوله بقوة من قبل نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي قدم البروفيسور مصباح أدلة دامغة حول من وصفهم بـ”المافيا” التي تسير المستشفى والصفقات التي تبرمها إدارة المؤسسة بطرق ملتوية تشوبها الشكوك، مستدلاً في كلامه بالمصلحة التي يشرف على تسييرها، حيث تم استبدال جميع الأجهزة الطبية التي كان يعتمد عليها الطاقم الطبي العامل بأجهزة أخرى من نوعية رديئة وأسعار مضاعفة، مما أثر سلبًا على نوعية الخدمات. مضيفًا أن الإدارة اغتنمت سياسة “الصمت المطبق” من قبل الأطباء والعاملين بالمستشفى، وأصبحت تتصرف حتى في اختيار القفازات والأدوات المعقمة والمآزر باقتنائها من قبل نفس المؤسسة المتواجدة بمدينة وهران.
كل هذه العوامل، يضيف البروفيسور مصباح، جعلت المسؤولين بالمستشفى، يبسطون هيمنهتم وفرض منطقهم بطريقة تسيير ارتجالية دون استشارة الأطقم الطبية، وجعلت من مستشفى سطيف المؤسسة الصحية الوحيدة على المستوى الوطني التي تفتقر لبعض التجهيزات الطبية على غرار “الإي أر أم” بحيث يجبر المريض، إلى قطع أزيد من 500 كلم لإجراء فحص بالأشعة، في ظل انعدامها بالمستشفى.
ووجه المتحدث، رسالة إلى المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية، الذي قام بتاريخ 19 من شهر أكتوبر الماضي بزيارة ميدانية إلى مستشفى سطيف، وقُدمت له شروحات حول مشروع المصلحة الجديدة على أساس تدشينها بتاريخ 29 من نفس الشهر أكد البروفيسور مصباح، أن كل الوعود التي قدمت لوالي الولاية مجرد افتراءات وذر للرماد، بدليل أن الأشغال لا تزال على حالها دون تغيير، في ظل الغياب المستمر لصاحب المقاولة.
عمّـــــــار قـــــردود