صنفت فرنسا، اليوم الثلاثاء، الجزائر كــ “بلد غير آمن” ،وكشف التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الفرنسية، أنه تم وضع الجزائر في قائمة الدول التي “لا يُنصح للفرنسيين بزيارتها”
والأخطر أنّه جرى تصنيف الجزائر ضمن بؤر التوتر: ليبيا، العراق وسوريا، على الرغم من أن الوضع في الجزائر أحسن وبكثير عن الدول الثلاثة المذكورة، وأيضا تعيش الجزائر استقرارًا ملحوظًا في وقت شهدت فرنسا العديد من الاعتداءات الإرهابية المتكررة تتجاوز بفارق واسع الجزائر.
وأبقت فرنسا على قسم كبير من مناطق الجزائر في تقريرها، في “الخانة الحمراء” التي تعني “لا ينصح بزيارتها مطلقًا”، فيما اكتفت بوضع مؤشر “برتقالي” على أجزاء أخرى من الجزائر لا ينصح بزيارتها إلا للضرورة.
وتتناقض المعطيات التي نشرتها الخارجية الفرنسية مع التقارير الدولية التي أكدت أن الجزائر تعيش استقرارًا ملحوظًا، حيث أعلنت المؤسسة البريطانية “ترافل أدفايس” في أبريل الماضي أن الجزائر “الأكثر أمنًا”، مقارنة بفرنسا التي شهدت 16 اعتداءً إرهابيًا هذا العام.
و في تقريرٍ لمعهد “غالوب الأمريكي” لاستطلاعات الرأي مطلع شهر أوت الجاري صنّف الجزائر ضمن البلدان العشرة الأولى التي يشعر فيها السكان بالأمان حيث احتلت المرتبة السابعة في تصنيف الدول الأكثر أمنًا في العالم لسنة 2017 وبذلك تصدرت الجزائر الدول الإفريقية في القائمة.
واعتمد معهد “غالوب” في استطلاعه على مؤشر غالوب للقانون والنظام الذي يقيس مدى الشعور بالأمان على المستوى الشخصي وكذا الخبرات الشخصية المتعلقة بالجريمة وتطبيق القوانين وتحصلت الجزائر على 90 نقطة من أصل 100 في المرتبة الأولى إفريقيًّا فيما احتل المغرب المرتبة الـ43 في التصنيف العالمي وتونس المرتبة الـ79 في حين أن ليبيا لم تظهر في القائمة.
وحسب نفس الاستطلاع تتربع سنغافورة على رأس دول العالم الأكثر أمنًا بنتيجة 97 من أصل 100 متبوعة بأوزبكستان وأيسلندا وتركمانستان ثمّ النرويج كما احتلت سويسرا المرتبة السادسة بنفس النتيجة التي حازت عليها الجزائر. تقرير معهد غالوب جاء نِتاج أكثر من 136 ألف مقابلة أجريت سنة 2016 على مستوى 135 بلد واعتمد الاستطلاع على أربعة أسئلة لتقييم ثقة الأشخاص في قوات الشرطة ومدى شعورهم بالأمن ليلًا في أحيائهم ومدنهم. و يأتي هذا التحذير الفرنسي المثير للإستغراب بعد 4 أشهر عن إقرار بريطاني بأنّ التراب الجزائري بات الأكثر أمنًا في المنطقة المغاربية وإفريقيا برمتها.
وكانت المنظمة العالمية للسياحة أن الجزائر هي المقصد السياحي الرابع في أفريقيا بعد كل من جنوب أفريقيا، تونس والمغرب، وقال “فرانشيسكو فرانجيالي” الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة، إن عدد السائحين المتوافدين على الجزائر ارتفع بمعدل 17 من المائة.
والملاحظ أنّ الفرنسيين كرّسوا توصيفهم بــإعتبار الجزائر بلد خطير و تسوق السلطات الفرنسية مبررات غير موضوعية رغم تنصيب رئيس فرنسي جديد هو إيمانويل ماكرون الذي تعتبره الجزائر صديقًا لها و ساهمت بإقتدار في وصوله إلى قصر الإليزيه في ماي الماضي لا تزال نظرة المسؤولين الفرنسيين إلى الجزائر هي نفسها دون تغيير.
ففي احتفال الذكرى السبعين لعيد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا نهاية عام 2013 قال الرئيس الفرنسي السابق “فرانسوا هولاند” من قصر الإليزيه: “أظن أن وزير الداخلية مانويل فالس سيقوم بزيارة للجزائر” لكنه تدارك سريعًا وقال بابتسامةٍ ساخرةِ: “عفوًا.. لقد عاد مانويل فالس مؤخرًا من الجزائر أمر جيد أن يعود وزير الداخلية سالمًا معافىً.. هذا في حد ذاته كثير
“. هكذا وصف الرئيس الفرنسي السابق الوضع الأمني في الجزائر حين أطلق عليها وصف “الغابة غير الآمنة” تصريحات أثارت حينها جدلًا كبيرًا لكنها لم تكن تعكس الحالة الحقيقة للأمن في الجزائر.
عمـار قـردود