خرجت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت منتصرة-على الأقل حتى الآن-في معركتها الأخيرة مع النقابات التربوية المستقلة و الأساتذة و حتى التلاميذ،
و تمكنت من فرض منطقها و هو لا حوار إلا بالعودة إلى العمل و هو تمامًا ما تحقق لها،و رغم أنه إنتصار يعتقد المناوؤون لها بأنه جاء بعد تدخل حاسم من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة
إلا أنه مهما يكن الأمر فلا يعدو ما حدث إلا إنتصار لهذه “المرأة الحديدية” التي تكالب عليها الجميع و قلما من ساندها و أبدا تعاطفه و تضامنه معها بغض النظر عن أخطاءها الكارثية و قراراتها الطائشة والمتسرعة و غير محسوبة العواقب و على رأسها عزل الأساتذة
عندما أعطت تعليمات لمدراء قطاع التربية لتسهيل إعادة إدماج الأساتذة المعزولين الذين شملتهم قرارات الفصل إثر الإضراب المفتوح الذي شنته نقابة الكناباست منذ 30 جانفي 2018.
وأوضح البيان أن قرارات الإدماج تشمل جميع الأساتذة المضربين المعزولين، ومن بينهم الذين لم يتلقوا قرارات العزل.
وعن السبب الذي أدى الى توقيف الاضراب والعودة إلى العمل،أكد الناطق الرسمي للكنابست مسعود بوديبة أنه يعود الى اتصالات من أطراف عديدة بينهم كبار المسؤولين قدمت لهم ضمانات بتهدئة الأوضاع والعمل على تحقيق المطالب.
وقد رحّب حزب العمال في بيان لأمانته الوطنية اليوم الخميس، بـــ”الإنفراج الإيجابي لإضراب الأساتذة وإعادة إدماج المفصولين دون أي شرط”.
وإعتبر بيان حزب العمال أن “المطالب الاجتماعية سرعان ما تصطدم بسياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة والتي لا تترك هوامش حركة للوزراء حتى بمن فيهم الذين يعترفون بشرعية هذه المطالب”
الآن وبعد أن هدأت عاصفة المنظومة التربوية و بدأت الأمور تعود إلى مجراها الطبيعي و إن كان بشكل نسبي،لا بد من فتح قنوات الحوار بين وزارة التربية والنقابات المستقلة و بحث جميع المشاكل والمطالب و لكن كل ذلك لا بد أن لا يكون على حساب التلاميذ و مستقبلهم الدراسي،
على النقابات والأساتذة أن يتجردوا من أنانيتهم المقيتة و تغليب مصلحة الوطن و التلاميذ أولاً،كما يجب على وزيرة التربية أن تستجيب لمطالب هؤلاء المضربين إذا كانت مشروعة و بالإمكان تحقيقها خاصة في ظل سياسة التقشف المنتهجة من طرف الحكومة بسبب الأزمة الإقتصادية و المالية التي تتخبط فيها الجزائر منذ سنة 2014،
وعلى التلاميذ أن لا يتورطوا في “لعبة قذرة” لبعض الجهات المجهولة التي تريد إستغلال ورقتهم للضغط على السلطات العليا وتعريض الأمن القومي للبلاد للخطر،
كما لا يجب ربط كل مصائب ومشاكل قطاع التربية في وزيرته نورية بن غبريت التي تبذل مجهودات معتبرة لتطوير هذا القطاع رغم بعض العثرات و الأخطاء، بعدما استلمت قطاع عاش لعشرات السنين ولا يزال في ضل النزاعات القبلية الداخلية ,والخيانات وحرب اللوبيات التي ترفع المصالح الشخصية الضيقة , فوق كل شيئ
ولهذا يجب على الجميع المساهمة في ذلك بشكل إيجابي سواء بتبادل الأفكار و الرؤى أو بالنقد الإيجابي و البناء الذي يحقق الأزدهار و الرقي و النماء.
على الذين هاجموا و لا يزالوا يهاجموا وزيرة التربية بن غبريت , الكفّ عن ذلك لأن هذه المرأة هي جزائرية بغض النظر عمّا قيل عن أصولها و مبادئها و من عينها هو رئيس الجمهورية الذي إنتخبه الشعب الجزائري لأربع عهدات كاملة منذ 1999.
على الجميع أن يعي أن كل البشر خطاؤون و خير الخطائين التوابون،على الجميع التجرد من أنانيتهم و الإلتفاف حول هذه الوزيرة و كل مسؤولي وزارة التربية و مساعدتها على النجاح عوضًا عن محاربتها و فقط….بن غبريت كسبت أخطر معاركها منذ تعيينها في منصبها سنة 2014 و لكن الحرب لم تنته…و قد تزداد حدة في القادم من الأيام.
عمار قردود