قالت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، هدى فرعون، اليوم الثلاثاء إنّ غلق موقع التواصل الإجتماعي”فايسبوك”، هو الحل الوحيد و الأمثل و الناجع-حسبها- لحماية الجزائريين و خاصة المراهقين من مخاطر لعبة “الحوت الأزرق” التي تسببت في إنتحار 5 أطفال جزائريين تتراوح أعمارهم ما بين 11 و 16 سنة .
و أكدت ذات الوزيرة على ضرورة نشر التوعية في أوساط الأسر الجزائرية، من أجل توفير الحماية لأبنائهم من هذه اللعبة القاتلة.
الجدير بالذكر، أن وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح كان قد أكد يوم الأحد الماضي أن التحقيق القضائي الذي فتحته النيابات العامة المتخصصة،بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للوقاية من جرائم تكنولوجيات الإعلام و الإتصال بخصوص لعبة “الحوت الأزرق”،توصّل إلى إثبات حالة إنتحار واحدة فقط هي التي لها علاقة بلعبة “الحوت الأزرق”و ٌال أن باقي حالات انتحار الأطفال التي تم ربطها بهذه اللعبة المثيرة للجدل لم يثبت حتى الآن أن لها علاقة بتطبيق لعبة “الحوت الأزرق”.
فهل تتجه الحكومة الجزائرية إلى حظّر موقع التواصل الإجتماعي “الفايسبوك” الذي أصبح يمثل لها صداعًا قويًا و حادًا في الرأس و وجدت أخيرًا المبرر الكافي لإقدامها على ذلك بداعي إنقاذ أرواح الجزائريين الأبرياء؟ أم هي خطة من الحكومة تم نسجها بإحكام لحاجة في نفس مسؤولينا؟ هذا و نشير إلى أن مصر شهدت خلال الأيام القليلة الماضية ، جدلًا واسعًا، حول جدوى إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي في مقدمتها الموقع الأكثر استخداما في مصر “الفايسبوك”،
وقال رئيس البرلمان المصري الدكتور على عبد العال، إن البرلمان بصدد إعداد قانون لتنظيم مواقع التواصل الاجتماعي بناء على طلب أحد النواب بضرورة وضع حد للتجاوزات التي تشهدها شبكات التواصل، وما يمثله من تهديد للأمن القومي. و فى صباح يوم 13 أبريل 2016، اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعدد من ممثلي الأحزاب ورجال الدولة والإعلاميين، لمناقشة كافة التطورات والأوضاع الداخلية والخارجي، وقضية تيران وصنافير والجدل المثار حولهم آنذاك، وشدد خلال كلمته على خطر استقاء المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي قائلا “أنا ممكن بكتيبتين أدخل على النت واعملها دائرة مقفولة والإعلاميين ياخدوا أخبار وشغل منها”.
و يُذكر أن تجربة إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي تمت في عدة دول بدعوى الحفاظ على الأمن القومي، كالصين وإيران وكوريا الشمالية وبنغلاديش وإفغانستان، وليبيا، وباكستان، وتايلاند ،وكوريا، الجنوبية، وسوريا، وإريتريا، وتركيا وغيرهم، فمحاولات إغلاق المواقع والتحكم فى محتوى الإنترنت تسعى إليه الكثير من الدول،فقد اتخذت الحكومة الصينية قرارًا بغلق مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” و”بلوغر” وخدمة الـ”جي ميل” منذ 2009، لما شهدته البلاد من أحداث عنف بين مسلمي “الإيغور” والشرطة في مدينة “أورومتشي” التي تقع شمال غرب الصين، إضافة إلى مواقع أخرى،
كما قامت الحكومة الفيتنامية بحجب موقع الفايسبوك في البلاد، غير أن المواطنين تمكنوا من تجاوز الحظر عبر تقنيات بديلة، أجبرت الحكومة رفع الحجب رسميًا عن الموقع مع إصدار قانون يمنع المواطنين من مشاركة أي أخبار مناهضة للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي كما حظرت تبادل المعلومات الشخصية والروابط الخبرية.
و تم حجب موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” من قبل وزارة الاتصالات والتكنولوجيا في تايلاند وذلك بعد انقلاب عسكري نفذه قائد الجيش “برايوت أوتشا” عقب إلغاء المحكمة الدستورية لنتائج الانتخابات البرلمانية.
كما حجبت كوريا الشمالية ليس فقط مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن استخدم شبكة الإنترت يعد محظورًا بشكل كامل إلا عبر استثناءات خاصة، ويتم التواصل عبر شبكة داخلية ذات مواقع محلية، ومنذ مايقرب من عامين قامت السلطات الكورية بالسماح للسائحين باستخدام الإنترنت، بعد وساطة تدخل فيها إريك شمبت رئيس مجلس إدارة شركة غوغل.
لكن خبراء جزائريون في الإتصالات أكدوا لـــــ”الجزائر1” صعوبة حظر وسائل التواصل الاجتماعي سواء على المستوى السياسي أو التقني, لأنه سيخلق ضغطًا شعبيًا مضاعفًا لغضب الجزائريين عن سياسات النظام الحالي وربما يقود الشعب لإسقاطه مثلما حدث في عدة دول.و أجمعوا في مقابل ذلك على إنه من المستبعد أن يتم إغلاق موقع الفايسبوك، لكنهم توقعوا بأن تتم ملاحقة وغلق الصفحات المتخصصة بالتحريض على ممارسة الإرهاب والداعية إلى قتل رجال الشرطة والجيش حفاظًا من الحكومة على سلامة المجتمع والمواطنين كما هو الحال في الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا وإنجلترا.
عمّـــــــار قـــــردود