بالرغم من أن الحكومة المغربية خرجت عن صمتها وكشفت حقيقة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يامين نتينياهو،عندما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، في ندوة صحفية، الخميس الماضي، على هامش الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة بالرباط، أن ما روجته المنابر الإعلامية حول موضوع الزيارة مجرد إشاعة، وقال: “أنا لا أجيب على الشائعات..”.
إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية سارعت للرد على الوزير المغربي،و ذهبت إلى حد تحديد موعدًا لزيارة بنيامين نتنياهو إلى المغرب، وذكرت في الوقت نفسه رفض وزير الاتصالات المغربي مصطفى الخلفي التعليق على خبر الزيارة.
فقد نقلت جريدة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، اليوم عن الوزير المغربي أنه “لا يبحث في الإشاعات”، فيما امتنع مكتب نتنياهو عن التعليق على الخبر. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، وصف التقارير حول الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى المغرب بمجرد الشائعات.
من جانبها أفادت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الـــ 12 بأن زيارة بنيامين نتنياهو إلى المغرب، ستتم في موعد قريب من 30 مارس المقبل، ومباشرة بعد زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى المغرب.
و كان موقع “الجزائر1” قد تطرق إلى قضية زيارة نتنياهو إلى المغرب في مقال بعنوان “الجزائر ترفض عبور طائرة رئيس الوزراء الاسرائيلي للوصول إلى المغرب؟” تم نشره بتاريخ 27 جانفي الماضي و هو المقال الذي هزّ البلاط المغربي لكشفه رفض الجزائر و تونس لعبور طائرة نتينياهو أجوائهما للوصول إلى المغرب بالنظر لحساسية العلاقة بين الجزائر و المغرب،بل و يمكن حتى القول أن رد الحكومة المغربية لم يأتِ إلا بعد تناول موقع جزائري و آخر تونسي للمعلومة الخطيرة للحديث عن الخبر القنبلة و وصفه بالإشاعة.
وكانت نتاع بار، مراسلة جريدة “إسرائيل اليوم”، ذكرت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “قد يقوم قريبا بزيارة إلى إحدى دول شمال أفريقيا في شهر ارس المقبل، فيما ذكر مصدر كبير أبلغ صحيفة ناطقة بالفرنسية أن نتنياهو سوف يزور المغرب”.
وكان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، قد نظم، الاثنين الماضي، وقفة صامتة ضد الزيارة المحتملة لنتياهو للمغرب.
وقال رئيس المرصد، أحمد ويحمان ، إن الغرض من التظاهر هو بعث رسائل إلى كل من يهمهم الأمر “مفادها أن المغاربة لن يقبلوا، بأي شكل من الأشكال، تدنيس كبير الإرهابيين العنصريين المجرم نتنياهو للمغرب، ولنقول للجميع إن أي إقدام على استقبال هذا الإرهابي هو طعن للنضال والصمود الفلسطينيين، وإهانة للشعب المغربي ويترتب عنه مسؤولية كبيرة .. لن يغفرها التاريخ لأي أحد كائنا من يكون”.
فيما كشف موقع “أنباء تونس” التونسي نقلاً عن مصادر جزائرية وصفها بـ”الموثوقة” رفض السلطات التونسية والجزائرية “بشدة” السماح لطائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتينياهو، عبور الأجواء التونسية والجزائرية في اتجاه المغرب الذي كان من المبرمج أن يزورها.
وأفادت ذات المصادر، أن مسؤولين فرنسيين وأمريكيين وإسبانيين وسعوديين وإماراتيين مارسوا ضغوطات كبيرة على المسؤولين التونسيين والجزائريين من أجل إعطاء الضوء الأخضر لاختراق طائرة رئاسية إسرائيلية أجواء البلدين بهدف العبور إلى المغرب، مع الالتزام بإبقاء الأمر طي السرية والكتمان، وعدم تسريبه للصحافة حتى لا يتسبب في ردة فعل شعبية غاضبة على حكومتي البلدين، لكن دون جدوى.
وأكدت المصادر ذاتها أن السلطات التونسية والجزائرية رفضتا اقتراحا فرنسيا آخر يقضي بإرسال طائرة مغربية لنقل رئيس الوزراء الإسرائيلي وعبور الأجواء التونسية والجزائرية بشكل عادي وغير ملفت للانتباه، فيما يشبه التمويه، ولم تستبعد نفس المصادر أن يكون هناك تنسيق تونسي جزائري حول هذا الرفض.
فيما قالت مصادر أخرى، إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو كان من المفروض أن يزور المغرب، في نهاية جانفي الماضي، لكن السلطات المغربية طلبت تأجيل الزيارة إلى موعد آخر سيتم تحديده لاحقًا.
عمّــــــار قــــردود