في مارس 2011 تعرّض الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس،عندما كان وزيرًا للصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، لظاهرة قدوم أطباء جزائريين مقيمين بالخارج لإجراء عمليات جراحية بالمستشفيات الجزائرية ثم مغادرة الجزائر مباشرة، وهو ما يعني أن هناك استخفافًا بالمرضى وبالأخلاق المهنية، لأن الضرورة تفرض على هؤلاء الأطباء متابعة مرضاهم حتى التأكد من نجاح العملية، وهذا التأكد قد يتطلب خمسة عشر يوما في العديد من العمليات الجراحية..
ولد عباس رد على هؤلاء في غمرة إنفعاله و غضبه بقوله: “أنا أقصف هؤلاء بالصواريخ، وليس أقل من ذلك”. ليجدد ولد عباس الحديث مرة أخرى عن الصواريخ ،حيث قال في تجمع شعبي نشطه اليوم الإثنين ببلدية جسر قسنطينة بالجزائر العاصمة، “جئتكم مسلح من موسكو، جئت بالميسيل-قالها هكذا باللغة الفرنسية و يقصد الصواريخ
-“. وقال ولد عباس، “لقد جئت إلى تجمع جسر قسنطينة مباشرة من موسكو، بعد مشاركتي في المنتدى العالمي حول الشعب الموحد”.و يبدو أن ولد عباس المنتشي بالثقة الكبيرة التي وضعها فيه رئيس الجمهورية عندما كلّفه بمهمة خارجية و تمثيله شخصيًا في منتدى روسيا الــ12 بموسكو قد أدرك أن الإنتخابات المحلية المقررة في 23 نوفمبر الجاري هي بمثابة حرب فأعلن عن عقده صفقة لشراء أسلحة روسية ليقصف بها خصومه و خاصة غريمه أحمد أويحي و أحزاب المعارضة.
و لكن لم يشر ولد عباس إلى نوعية هذه الصواريخ و هل سيستعين بها خلال ما تبقى من الحملة الإنتخابية خلال الأيام المقبلة أم أنها مجرد أسلحة بلاستيكية لا تكاد تكون ألعاب أطفال و يمكن إدراج تصريحاته حول الصواريخ كتصريحاته حول دراسته في جامعة ألمانية مع أنجيلا ميركل و التي ألهبت مواقع التواصل الإجتماعي و جلبت له المزيد من المتاعب و السخرية و التهكّم.
هذا و عرض أمين عام الأفلان و ممثل رئيس الجمهورية ولد عباس خلال منتدى روسيا الـ 12 الذي جرت أشغاله تحت شعار “نحن موحدون”، تجربة الجزائر في مجال المصالحة الوطنية، وقد نظم هذا المنتدى بقصر الكريملن بمناسبة “يوم الوحدة الوطنية” المصادف لـ 4 نوفمبر من كل سنة بروسيا،حيث أكد ” أن الوئام المدني والمصالحة الوطنية أنقذا وحدة الشعب الجزائري الغيور على سيادته”، ولدى تطرقه إلى العلاقات المثالية القائمة بين روسيا والجزائر، قال ” إن بلدينا تربطهما علاقات تقليدية في مختلف القطاعات، قائمة على الاحترام المتبادل”.
عمّار قردود