زعمت جريدة “لوباريزيان” الفرنسية بأن المنتخب الوطني هو صناعة فرنسية خالصة،في مقال مثير نشرته اليوم الخميس عشية المباراة النهائية لكأس إفريقيا لكرة القدم التي ستجمع “محاربو الصحراء” مع “أسود التيرانغا” غدًا الجمعة بمصر.
و بخبث و مكر شديدين و واضحين و فاضحين،إختارت الجريدة الفرنسية توقيت نشر المقال و مضمونه بدقة متناهية بُغية التأثير معنويًا على “الخُضر” و الإدعاء بأن الفضل في بلوغ المنتخب الوطني إلى نهائي كان 2019 يعود إلى فرنسا التي كونت معظم لاعبي الجزائر.
“لوباريزيان” قالت في مقالها المثير المعنون بــ”كأس إفريقيا للأمم: الجزائر صُنعت في فرنسا” بقلم أرنود ديتوت “يتكون الثعالب ، الذين سيحاولون الحصول على لقب قاري ثاني يوم الجمعة ضد السنغال ، من الغالبية العظمى من مزدوجي الجنسية.
سيكون هناك القليل من هواء فرنسا يوم الجمعة خلال نهائي كأس الأمم الأفريقية (CAN) بين الجزائر والسنغال في القاهرة (مصر). إن الاختيار الجزائري يتكون في الواقع من لاعبين ولدوا في فرنسا ولعبوا (أو لعبوا) في البطولة الفرنسية. في الدور نصف النهائي ضد نيجيريا (2-1) ، كان لسبعة من أصل 11 من أصحاب الثعالب الجنسية الفرنسية- الجزائرية.
هم حارس المرمى رايس مبولحي والمدافعين مهدي زفان وعيسى ماندي و سفيان فغولي وإسماعيل بن ناصر و عدلان قديورة ورياض محرز. الظهير الأيسر رامي بن سبعيني جزائري لكنه لعب لمدة عامين في رين (الرابطة الأولى الفرنسية). أخيرًا ، تطور المدرب جمال بلماضي ، المولود في تشامبني (فال دي مارن) ، خلال مسيرته في اللعب في باريس سان جيرمان ومرسيليا. وقال ناصر سنجاق ، المدرب السابق لفريق الثعالب و الذي بلغ دور الثمانية في بطولة كأس إفريقيا للأمم عام 2000. “بالطبع ، النتائج تعود بشكل أساسي إلى المنتخب الفرنسي”. توجد في فرنسا ثقافة تقنية وجسدية وعقلية أهم من ثقافة اللاعبين المحليين. “.
لكن يبدو أن هذه الجريدة الفرنسية خاصة و الفرنسيين عامة نسوا أو تناسوا عن قصد و عمد بأن أفضال الجزائر على بلادهم كثيرة و لا تكاد تُحصى،و لمن لا يعلم فإن قوة فرنسا الإقتصادية جاءت بفضل البترول الجزائري.
تم اكتشاف البترول في العجيلة وحاسي مسعود جنوب الصحراء عام 1956،وتسبب البترول في تأخر موعد إستقلال الجزائر بسبب سعي فرنسا بكل قوتها السياسية والعسكرية إلى تمديد غزوها الاستعماري لضمان البترول الجزائري، واستطاعت أن تحقق هدفها الجزئي باستمرار ضخ بترول الجزائر إليها عبر اتفاقيات إيفيان في مارس 1962.
حتى برج إيفل الذي بُني قبل 130 عاماً واكتمل بناؤه في 31 مارس 1889. واعتبر في ذلك الوقت أطول مبنى صناعي في العالم بــ324 مترًا،تم إنشاءه بــ10100 طن من الحديد الجزائري المنهوب و المستخرج بالكامل من منجم مدينة الونزة بتبسة ،سرقته فرنسا من الجزائر عام 1889 أي حوالي 30 سنة بعد إحتلال فرنسا للجزائر.
كما ساهم الجزائريين الذين تم تجنيدهم في صفوف الجيش الفرنسي في أربعينيات القرن الماضي إبان الحرب العالمية الثانية في تحرير فرنسا من ألمانيا،ناهيك عن تواجد 6 ملايين جزائري مقيم بفرنسا و هم قوة إنتخابية لا يُستهان بها.
و حتى أنجازات الرياضة الفرنسية عامة و كرة القدم خاصة كان الفضل فيها للجزائر،ففرنسا فازت بأول كأس عالمية لها بفضل الجزائري زين الدين زيدان سنة 1998.
إذًا فالصحيح هو أن فرنسا هي التي..”صُنعت في الجزائر”… ” une France “made in Algérie…!!!.
عمّـــار قـــردود
الجزائر1