مرت 46عاما على رحيل كوكب الشرق المطربة المصرية أم كلثوم في الثالث من فيفري1975، إلا أن الاهتمام بسيرتها الذاتية ومشوارها الفني، لا يزال حيا كونها واحدة من أبرز وأهم مطربات القرن العشرين في مصر والعالم العربي.
في الرابعة من عصر 3 فيفري 1975 كانت أروقة مستشفى المعادي العسكري مضطربة، أطباء يندفعون هنا وهناك لإنعاش قلب السيدة أم كلثوم، ومحاولات لضخ الأكسجين لرئتيها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بعد ثلاثين دقيقة.
طفلة ولدت داخل منزل بسيط بقرية فقيرة، تبعد عن العاصمة عشرات الكيلومترات، وبطبيعة الزمان والمكان كان ينتظرها مصير تقليدي، الزواج والإنجاب والوفاة، لكن فاطمة إبراهيم البلتاجي الموهوبة بصوت قوي بمساحات واسعة لها مسار مختلف، وضعها أبوها على أوله وانطلقت هي لتؤسس مسارها الذي سيرفعها لمكانة غير مسبوقة عربيا وعالميا، بدأته بالغناء وهي بعمر الثانية عشرة إلى جانب أخيها وأبيها في حلقات الذكر وليالي الإنشاد في أسرة غنائية صغيرة .
بدأت الطفلة التي صارت شابة في تعلم أصول الموسيقى والغناء والمقامات، لتغني أولى أغنياتها “الصب تفضحه عيون” من ألحان الشيخ أبو العلا وكلمات الشاعر أحمد رامي، الذي سيشارك في صنع أسطورتها ويكتب لها 139 أغنية على مدار نحو خمسين عاما.
تتلمذت علي يد العديد من الموسيقيين الكبار في الأربعينيات تربعت أم كلثوم على عرش الغناء، باعتبارها مطربة مصر الأولى، فالجميع يتسابق لتقديم كلمات وألحان لها، حيث كانت تملئ القاعات على اخرها كما ساهمت الاذاعه المصرية في ان يذيع صيتها وكانت هي أول من قام بالغناء فيها.
ان المهتم بسيرة أم كلثوم الفنية والاجتماعية الثناء والاهتمام الواسعين اللذين حظيت بهما كوكب الشرق، سواء من خلال كتابات نقدية وترويجية لفنها أو عبر رسمها تشكيلياً أو الاستلهام منها في عروض الأزياء، فضلاً عن حضورها الواسع في عالم الروايات والمسلسلات الدرامية. والحنجرة الذهبية التي أطربت العالم العربي بأشعار مغناة، قيلت فيها قصائد كثيرة.
خيري جازية