إنطلقت هذا السبت أشغال القمة العادية الـ34 لرؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي تحت شعار “الفنون والثقافة والتراث…روافع لبناء إفريقيا التي نريدها”, لبحث عدد من القضايا الامنية والصحية التي تؤرق القارة السمراء, وذلك عن طريق تقنية التحاضر عن بعد بسبب جائحة كوفيد-19.
و أوضح المتحدث الرسمي بإسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي “إن القمة الإفريقية العادية الـ 34 لرؤساء دول وحكومات القارة ستعقد إفتراضيا بسبب جائحة كوفيد-19 بعد أن كان مقرر عقدها حضوريا للرؤساء بمقر الإتحاد في أديس أبابا”, مشيرا إلى أن “الحكومة الإثيوبية كانت قد أكملت إستعداداتها لإستضافة القمة لكن تقديرات وتوصيات المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها حالت دون إنعقادها حضوريا ليتم تحويلها إلى إفتراضي”.
و كشف مفوض السلم و الأمن بالإتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي, عن جدول أعمال القمة الذي سينقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية أبرزها محور الثقافة التي تساهم إلى حد كبير في دفع ثقافة السلم.
و كان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا, رئيس الدورة المنتهية للإتحاد الإفريقي قد أعلن في جانفي الماضي أن أعمال قمة الرؤساء الأفارقة ستعقد مع “جدول أعمال مبسط”, كما أشار إلى عقد جلسة إفتراضية من بين بنود جدول الأعمال الأخرى للقمة بينها إجراء إنتخابات إلكترونية للمفوضية الجديدة.
و ستكون النزاعات و الأزمات في القارة السمراء على طاولة النقاش, ومن ضمنها التطورات في منطقة الساحل و في إقليم تيغراي بإثيوبيا إلى جانب بحث جهود القارة في مواجهة وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) حيث تواجه العديد من بلدان إفريقيا, موجة ثانية مثيرة للقلق وتكافح من أجل الحصول على اللقاحات.
و أعرب موسى فقي رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي عن أمله في أن يكون عام 2021 “مزدهرًا وأكثر إثمارًا من حيث تحقيق الأهداف التنموية للقارة والعالم بشكل عام”.
و قال فقي, في إفتتاح أشغال المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي التي إختتمت مساء أمس و عقدت عن طريق تقنية التحاضر عن بعد للتحضير للقمة الـ34, إنه “على الرغم من الوضع الإستثنائي الناجم عن جائحة كورونا الذي غيّر تمامًا أساليب عمل الإتحاد الإفريقي, إلا أن هذا لم يصرف إنتباه الإتحاد من القضايا ذات الأولوية في القارة”.
و حث فقي الدول الأعضاء على دعم المجلس الإقتصادي والإجتماعي والثقافي لتعزيز مشاركة المجتمع المدني في شؤون الإتحاد, من أجل تحقيق إتحاد يركز على المواطنين الأفارقة وفقًا لأجندة 2063.
و من جهته أعرب الباحث في مجموعة الأزمات الدولية إيموجين هوبر عن أمله في أن تكون القمة الإفريقية الـ34, “فرصة للقادة الأفارقة لإعادة التركيز على عدد من النزاعات والأزمات التي تم تجاهلها, بسبب الأولوية المنطقية التي أعطيت لمحاربة كوفيد-19 العام الماضي”.
و ستنتقل رئاسة الدورة الحالية للإتحاد الإفريقي من رئيس جنوب إفريقيا إلى رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي, وذلك خلال مراسم الجلسة الإفتتاحية للقمة.
و من المقرر أن يشهد الإتحاد الإفريقي في قمته التي تستغرق يومين إنتخابات مفوضية الإتحاد الإفريقي الجديدة, والتي ستشمل رئاسة مفوضية الإتحاد ونائبه وست مفوضيات أخرى في تخصصات مختلفة.
قدوش مهدي.