أعلن الجيش السوداني،منذ لحظات، عن اعتقال الرئيس عمر البشير، والبدء بفترة انتقالية.وقرر الجيش، عزل الرئيس عمر البشير.فقد كشف وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، اليوم الخميس، على أن الجيش يقرر تولي مسؤولية الحكم.
كما أعلن تعطيل العمل بالدستور وفرض حظر التجول اعتبارًا من اليوم الخميس، وأعلن تولي مجلس عسكري الحكم في البلاد، تمهيدًا لوضع دستور جديد في البلاد.بالإضافة إلى تشكيل مجلس عسكري انتقالي لمدة عامين، وفرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
و كان التلفزيون السوداني الرسمي، قد أفاد في الساعات الأولى من صباح اليوم أن بيانًا هامًا سيصدر بعد قليل عن القوات المسلحة السودانية.وشهدت العاصمة الخرطوم انتشارًا عسكريًا كثيفًا يلاحظ في أنحاء مختلفة من العاصمة الخرطوم، بما في ذلك في الطرق الرئيسية وعلى الجسور.وأفادت وسائل إعلام بأن ضباطًا من الجيش السوداني اقتحموا في الخرطوم مقر الإذاعة الحكومية، التي قطعت برامجها وشرعت في بث الأغاني الوطنية.
ويأتي هذا التطور بعد أشهر من الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوداني عمر البشير الذي استمر 30 عامًا في السودان تعداد سكانها 40 مليون نسمة.
ونقلت وسائل إعلام في وقت لاحق وضع البشير تحت الإقامة الجبرية, كما تم اعتقال مسؤولين بارزين.و ضباطًا من الجيش السوداني أبلغوا الرئيس عمر البشير أنه لم يعد رئيسًا للجمهورية.وتحدثت تقارير عن اجتماع بين القادة العسكريين دون حضور الرئيس البشير. وسيطرت القوات المسلحة على مقر الإذاعة والتلفزيون، في حين تفيد التقارير بأن هناك قوات عسكرية استولت على السلطة.
وفور الإعلان عن نية الجيش إذاعة بيان جديد، خرج المواطنون إلى الشوارع وهم يهتفون “سقطت سقطت”، في إشارة لسقوط نظام الرئيس السوداني عمر البشير.وقد أوقف ضباط الجيش بث نشرة الإذاعة عند الخامسة صباحًا. وبدأت وسائل الإعلام الرسمية بث الأغاني الوطنية والموسيقى العسكرية وسط ترقب في الشارع السوداني.
و بسقوط الرئيس السوداني عمر البشير،اليوم الخميس،يكون سادس رئيس عربي تُطيح به موجة ثورات “الربيع العربي” منذ 2011،بعد كل من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي،الرئيس المصري محمد حسني مبارك،العقيد الليبي معمر القذافي،الرئيس اليمني علي عبد الله صالح و الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
كما يُعتبر الرئيس السوداني ثاني رئيس عربي يتم إسقاطه في ظرف أسبوع بعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أرغمه الجزائريين على الإستقالة في 2 أفريل الجاري.وبوتفليقة هو خامس رئيس عربي، سقط نتيجة ثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس في ديسمبر 2010، وتولى رئاسة الجزائر لعشرين عامًا.
و شهدت عدة دول عربية في السنوات الماضية حركات شعبية أضعفت أنظمة الحكم وأسقطت أخرى. فمن الجزائر التي تشهد احتجاجات دعمها الجيش وأدت في ظرف ستة أسابيع إلى استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،مرورًا بسوريا التي تمزقها حرب دموية منذ أعوام، و وصولاً إلى السودان الذي يشهد إحتجاجات شعبية منذ ديسمبر الماضي،أطاحت اليوم بالرئيس عمر البشير بعد 30 سنة من الحكم.
و بإستثناء “الحالة التونسية” التي كانت الأنجح على الإطلاق في ثورات الربيع العربي،و “الحالة الجزائرية” التي كانت ثورة سلمية بإمتياز تشبه لثورة القرنفل بالبرتغال،و “الحالة السودانية” نسبيًا التي كانت إلى حد ما دون عنف كبير و إن إنتهت مطالب السودانيين بفرض مرحلة إنتقالية يقودها الجيش السوداني و هو ما كانوا لا يتمنوه،فإن الثورات في مصر،ليبيا،اليمن و سوريا لم تؤتِ أكلها للأسف،بل و زادت في تعقيد الأوضاع بها.
عمّــــار قـــردود
الجزائر1 الجزائر1 الجزائر1 الجزائر1 الجزائر1 الجزائر1