في مثل هذا اليوم من سنة 1967 توفي الشيخ سماتي محمد بن العابد رحمه الله, عن عمر ناهز الـ77 عاماً.
دفن الفقيد بمسقط رأسه في مدينة أولاد جلال ببسكرة…وكان من أقدم تلامذة الشيخ إبن باديس رحمه الله, ومن رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين خدموا البلاد على مدار سنوات طويلة قبل الثورة وخلالها وبعدها ,كان شاعرا وقاصا وخطيبا ومعلما ومجاهدا يكنّ له مجاهدو جيش التحرير كل التقدير والإحترام.
له سبع قصص قصيرة نشرها في جريدة الشهاب منها: “في القطار” , “السعادة البتراء” , “الصائد في الفخ” , “أعنّي على الهدم أعنك على البناء” ويعتبر مؤسسًا للقصة القصيرة في الجزائر, وله مسرحية بعنوان: “مضار الجهل والخمر والحشيش والقمار” – تقع في أربعة فصول – ونشرت ضمن كتاب «فنون النثر الأدبي في الجزائر» لعبد الملك مرتاض, وله عدد كبير من المقالات التي يتناول فيها موضوعات وطنية وإجتماعية وتربوية وسياسية كان ينشرها في جريدة “الشهاب” والجريدة الأدبية الأسبوعية التي أصدرها رفقة صديقه أحمد بوشمال وأسمياها “أبو العجائب”, وله كتاب بعنوان: «تقويم الأخلاق».
كما كتب القصيدة العمودية وجدد في موضوعاتها وأساليبها, فمنها ما جاء في صيغة حوارية قصيرة بين أربع بنات يتفاخرن بمزاياهن الخلقية والدينية والعلمية, ومنها ما جاء في صيغة أنشودة صغيرة مقطعة بحيث يشكل كل بيتين وحدة دلالية تتغير فيها قوافي البيت الأول ويلتزم البيت الثاني قافية واحدة, ولون النشيد هو الأكثر حضورًا في شعره, ويغلب عليه طابع النصح والسمت التعليمي والنزعة الوطنية, وجل شعره يأتي في لغة سلسة وتراكيب بسيطة وصور جزئية تسهل حفظها للناشئين وتقوي قدرتها على حمل المعاني المحدودة التي يلح عليها في أغلب شعره.
قدوش مهدي.