دعت الولايات المتحدة لأمريكية، أمس الثلاثاء، الجزائر إلى احترام حق التظاهر و ذلك في أول رد فعلها لها على “الحراك الشعبي” الجاري في البلاد منذ أسابيع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت بالادينو للصحفيين “اننا نراقب هذه الاحتجاجات في الجزائر وسنواصل القيام بذلك”، مشددًا على “أن الولايات المتحدة تدعم الشعب الجزائري وحقه في التظاهر السلمي”.
و يأتي الموقف الرسمي الأمريكي،بالتزامن مع تطرق وسائل الإعلام الأمريكية في الآونة الأخيرة للحديث عن الوضع في الجزائر،مع العلم أنه قلما تتحدث صحافة بلاد “العم سام” عن الجزائر إلا للضرورة القصوى،حيث جاء في مقال افتتاحي لصحيفة “نيويورك تايمز” الشهيرة، الاثنين الماضي، إنه “يمكننا على الأقل أن نقول أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عندما يأتي لعهدة خامسة الشهر المقبل: إنه حي، وهذا على الأقل ما شعر به سفيره في فرنسا الاثنين، بينما يتواجد السيد بوتفليقة البالغ من العمر 82 عاماً والذي كان بعيداً عن الأنظار بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2013 ، في مستشفى جنيف”.
وأضافت أن إعلان الرئيس عن قراره الترشح في الانتخابات المقررة في 18 أفريل المقبل أشعل تظاهرات مستمرة منذ أسابيع وعمت كل الجزائر، وهي ظاهرة نادرة في بلد تجنب موجات الربيع العربي عام 2011. ويقول الكثيرون إن التظاهرات المضادة للحكومة هي الأضخم والأوسع التي تشهدها البلاد منذ الثمانينات من القرن الماضي ويكبر حجمها في كل يوم.
أما صحيفة “واشنطن بوست”، فكتبت الاثنين: “قد يرغب حلفاء بوتفليقة في ربح الوقت قبل مغادرته”. لكن شرعيتهم موضع شك من قبل جيل غاضب من الشباب.”
و يبدو أن الأحداث المتسارعة في الجزائر و التي لها علاقة بالاستحقاق الرئاسي المقبل،بدأت تتجه نحو التدويل “شيئًا فشيئًا” بسبب المسيرات الشعبية الكبيرة التي باتت شوارع الجزائر مسرحًا لها خاصة في الآونة الأخيرة،و هو الأمر الذي يرفضه الجزائريون حكومة و شعبًا،حيث يتوجسون من التدخلات الأجنبية في شؤونهم الداخلية.
و في هذا السياق استنكر النائب البرلماني عن حزب العمال،يوسف تعزيبت تصريحات إدارة رونالد ترامب بشأن المظاهرات في الجزائر المطالبة الرئيس بوتفليقة بعدوله عن الترشح للرئاسيات القادمة، حيث قالت إنها تتابع المظاهرات.
وقال النائب تعزيبت “القوى العظمى تحاول التوغل في شؤون بلادنا. فعلوها الشباب انقدرولها. لا نريد مساعدتكم أيها القوى الإمبريالية”، وأضاف “مشكلتنا مع النظام سنجد حلا وطنيا جزائريا”، وتابع”حلولكم نعرفها الكوارث في العراق و في سوريا و في ليبيا..”.
عمّــــار قـــردود