إنطلقت الأحد عبر تقنية التواصل عن بعد، أشغال القمة الإستثنائية ال 14 لرؤساء الدول وحكومات الإتحاد الإفريقي حول مبادرة “إسكات البنادق في القارة السمراء”.
وتعد القمة فرصة لرؤية واضحة حول الخطوات المستقبلية التي من شأنها تسريع تحقيق مبادرة إسكات صوت البنادق التي ينشدها القادة الأفارقة وللتأكيد على التنسيق مع الأمم المتحدة من أجل وضع حد للنزاعات والحروب في القارة وضمان تمويل دائم لعمليات السلام التي ينفذها الإتحاد الإفريقي في القارة.
وتجري إجتماعات الدورة الإستثنائية الرابعة عشر للقمة الإفريقية ليوم واحد وعبر وسائل المنصات الإفتراضية, والتي يمثل فيها الجزائر الوزير الأول عبد العزيز جراد.
وتعهد قادة القارة في خمسينية الإتحاد الإفريقي، قبل سبعة أعوام، بإنهاء جميع الحروب في أفريقيا بحلول عام 2020, لكن هذا الهدف لم يتحقق بعد مع استمرار بؤر النزاعات بالقارة.
وفي اطار التحضير لقمة هذا الأحد عقد المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي دورته غير العادية الـ21 يوم الاربعاء الماضي، كانت حافلة بالدعوات إلى تحقيق السلام وإحلال الأمن بالقارة السمراء من اجل النهوض بالتنمية بها.
كما خيم خلال الإجتماع الوزاري قلق شديد تضمنته كلمات المتدخلين بشأن الوضع الجاري بالكركرات بجنوب الصحراء الغربية.
وأكد زير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم في كلمته إلى الدورة عبر تقنية الفيديو كونفرنس أن الجزائر تسجل “ببالغ الاسف” تجدد بؤر التوتر المسلح في القارة الإفريقية وكذا المحاولات المتكررة لتغييب دور الإتحاد الإفريقي”.
كما أبدى قلق الجزائر إزاء الوضع الراهن في الصحراء الغربية والتجاوزات المسجلة على مدنيين في منطقة الكركرات والتي أدت إلى فرض تحديات جدية, داعيا الإتحاد الإفريقي إلى تحمل مسؤوليته أمام هذه التطورات الخطيرة في الصحراء الغربية ومحاولات فرض سياسة الأمر الواقع على أراضي عضو مؤسس للإتحاد.
من جانبه حذر وزير الخارجية الصحراوي محمد السالم ولد السالك أمام الدورة غير العادية الـ 21 للمجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي أن الهدف الذي يسعى إليه الإتحاد الإفريقي في إسكات البنادق في سنة 2020 ، “يجد الآن عرقلة كبيرة نتيجة للإحتلال المغربي اللاشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية, في خرق سافر لمقتضيات الميثاق التأسيسي للإتحاد الإفريقي، وخاصة المبادئ والأهداف المعبر عنها في المواد 3 و 4 والتي تلزم الدول الأعضاء بإحترام الحدود الدولية القائمة, ومنع إستخدام القوة أو التهديد بإستخدامها ضد الدول الأعضاء وعدم حيازة الأراضي بالقوة, وضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية”.
وكان العديد من القادة الأفارقة طالبوا يوم الجمعة خلال مؤتمر عقده مجلس الأمن الدولي عبر تقنية الفيديو، بتقديم مساعدة مالية دائمة لعمليات السلام ومبادرات “إسكات البنادق” التي ينفذها الإتحاد الإفريقي في القارة.
وأكد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الذي ترأس بلاده حاليا كلا من مجلس الأمن الدولي، والإتحاد الإفريقي على ضرورة أن تسرع الأمم المتحدة، والاتّحاد الإفريقي مداولاتهما حتى يتم تمويل عمليات دعم السلام التي يقودها الإتحاد.
ومنذ 2018 جرى التفاوض على مشروع قرار بين المنظمتين يمهد الطريق لتمويل الأمم المتحدة عمليات السلام الإفريقية، من دون أن يتم تبنيه.
وكانت الدورة العادية ال33 لقمة الإتحاد الإفريقي التي إنعقدت بأديس أبابا شهر فيفري الماضي جرت أيضا تحت شعار “إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية إفريقيا” حيث إلتزم رؤساء الدول والحكومات الأعضاء بالإتحاد الإفريقي خلالها بالعمل من أجل وضع حد للنزاعات في إفريقيا.
وشكلت القمة مناسبة جدد فيها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التأكيد على إلتزامات الجزائر ومواقفها الثابتة تجاه تسوية النزاعات في إفريقيا وفي العالم.
فقد أكد رئيس الجهورية إلتزام الجزائر بدعم المبادرات الرامية إلى رفض النزاعات ومواصلتها المساهمة دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والأمن في إفريقيا.
وبالمناسبة، أعلن الرئيس تبون عن قراره بإنشاء وكالة جزائرية للتعاون الدولي لأجل التضامن والتنمية, ذات بعد إفريقي بغية بث ديناميكية جديدة في التعاون الدولي للجزائر, لاسيما تجاه البلدان الشقيقة في افريقيا والساحل.
قدوش مهدي.