لأننا في زمن سرعة المعلومة و الإتصال السلس،فأنه أصبح من الصعب إذا لم نقل من المستحيل إخفاء الحقيقة سواء أكانت كاملة أو نصفها أو حتى جزء يسير منها،و لهذا فإن بعض “الحراكيون” قاموا أمس بنشر و تداول و تبادل صور و فيديوهات قديمة بعضها يرجع إلى تاريخ الإستقبال الشعبي للمنتخب الوطني بعد عودته من مصر باللقب القاري في خطوة أدانتهم و كشفت زيف ما يفعلون،و كان بإمكانهم خلال الجمعة الــ31 من الحراك الشعبي الإعتماد على تقنية البثّ المباشر عبر “فايسبوك” لنقل أدق التفاصيل و دون ماكياج لما يجري على الهواء مباشرة دون عناء.
لكن و لأن النوايا لم تكن حسنة و لن أقول أنها خبيثة،و بعد أن صُدموا بالأعداد المتواضعة للمشاركين في الجمعة الــ31 من الحراك الشعبي الذي أكمل شهره السابع على التوالي لم يجدوا غير الكذب و التحايل و نشر صور قديمة تعود إلأى الجُمعات الأولى من الحراك الشعبي في محاولة يائسة و بائسة للضغط على السلطة و إيهام الجميع بأن الحراك لا يزال قويًا،فيما الحقيقة غير ذلك،لأن الحراك إنتهى تلقائيًا و ميدانيًا بمجرد ما إستجابت السلطة القائمة لمعظم المطالب الشعبية.
و لأننا شعب يؤمن بالدليل الدامغ و من باب “الثيقة في الوثيقة”،فأن الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية للحراك الشعبي أمس الجمعة و تحديدًا تلك المسيرات التي جرت في قلب الجزائر العاصمة توضح بشكلي جلي أنها لم تكن مليونية بتاتًا و في شرح للصورة- المرفقة مع هذا المقال-فإن المنطقة الحمراء تساوي عدد الأشخاص في الشارع،أي الذين شاركوا أمس الجمعة في الحراك الشعبي،حيث تقدر المساحة بِحوالي 3000م2،بمعنى 45000 متظاهر أقصى تقدير 50000 متظاهر مع إحتساب عناصر الأمن و الدرك.

منطقيًا لم تكن هناك أية “مليونية” في حراك الجمعة الــ31 إلا في أذهان المروجين لمثل هذه الأكاذيب التي تخدم أجندات أجنبية حاقدة على الجزائر.
عمّـــار قـــردود