غير مبرّر سياسياً ما راح البعض يكيله من تهمٍ جزافية تارة بالتواطؤ و التآمر على الحراك و أخرى بالتخوين و العمالة و الطمع في المناصب لمجرّد أن بعض الرجال الصّادقين ممن قد نختلف معهم في بعض المواقف قبلوا دعوة السيد تبّون و تحاوروا معه و قال لهم و قالوا له و اقترحوا خارطة طريق لتلبية مطالب الحراك و الخروج من الأزمة.
قرأت مناشير لمن أعرف عن عمقٍ خلفياتهم السياسية و الحزبية و المهنية، فيها الكثير من التحامل المُريب على الرجال من إخوان لنا يُفترض فيهم اهتبال فرصة هذا الحراك المقدّس لتجذير ثقافة و ممارسة أدب الإختلاف و مبادئ الحوار و ليس قبول فقط بل و الذهاب إلى الآخر المختلف معه و الإستماع إليه و نقده و عتابه دون سُباب و لا شتيمة.
لا خير فينا إذا ذبحنا من وريدٍ لوريدِ كل من اجتهد خارج شعاراتنا و فكّر خارج حدود شوارع الحراك. بالأمس كنّا نعيب على النظام السياسي تجاهلهم و تهميشهم لسنوات و حرمان البلد من عبقريتهم و اليوم نجلدهم لأنهم اُستُشيروا في أمر البلد.
بالأمس القريب في 2014 أعمل ذات القضاة مَشاحطهم في ظهور نفس الرجال جلداً عندما عارضوا و اجتهدوا في وثيقة تاريخية و طالبوا الجيش بانتقال ديمقراطي توافقي و صفّق نفس القضاة الجلادين للسعيد حين تجاهلهم و بعيدا عن نوايا المستشير و المستشار فإن الذين نصّبوا أنفسهم قضاةً بلا محاكم هم من كان لزاما عليهم قبل نصب أعواد مشانقهم أن يستمعوا و يناقشوا و يحترموا و ينشروا بذلك ثقافة الاحترام المتبادل لا موضة التمعلم و الإملاء و الإمامة الحراكية فوق منابر ديدوش و أودان.
عبد الوكيل بلام