باتت ظاهرة إرتماء نخبتنا الفنية لحضن المغرب في السنوات الأخيرة أمرا مقلقا يطرح عدة تساؤلات في الشارع الجزائري, حيث أصبح الشعب يعتبر هذا التصرف خيانة للوطن. بعدما إستطاع نظام المخزن إسقاط بعض الفنانين “في الفخ المغربي” بشراء ذممهم بطريقة غير مباشرة عن طريق دعوتهم للحضور والمشاركة في المهرجانات التي تقام في المغرب مقابل مبالغ طائلة.
وعلى إثر هذه المهرجانات, صارت بعض الوجوه الفنية في الجزائر تطبل للمخزن وتهتف بـ”حياة ملك المخزن”, وجعلت البعض يتجنس الجنسية المغربية والبعض الآخر يعرب عن محبته و إستعداده لتجنسها, طمعا في “فرصة المشاركة في المهرجانات التي تقام في المغرب” و “الهدايا والمزايا والمبالغ الطائلة التي تقدم في هذه المهرجانات”.
وفي هذا الإطار, فقد أضحت الساحة الفنية والشارع الجزائري يطالبان بتجريد هؤلاء “الخائنين” من الجنسية الجزائرية. وعلى سبيل المثال الشابة سهام التي صرحت من قبل:”لا يشرفنا إنتماء هؤلاء الفنانين لبلد المليون ونصف المليون شهيد, فالجزائريون لا يركعون إلا لله عز وجل, وليس لأجل النقود والحفلات نبيع عرضنا وبلدنا.. هذا التصرف لا يشرف الجزائريين, ويجب أخذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة كل من تسول له نفسه مس شعرة من كرامة الجزائر”.
ولم تقتصر هذه الظاهرة على الفنانين فقط بل إمتدت للإعلاميين الذين أصبحوا يطبلون ويدافعون عن نظام المخزن بتصريحات “مخالفة لموقف الجزائر الرسمي تجاه حق الصحراويين في تقرير مصيرهم”, وخاصة بعد حادثة الموسم الماضي للسفير المغربي بوهران التي قال فيها أن “الجزائر بلد عدو”. أين خرجت لنا عدة وجوه في البلاطوهات تدافع عن تصريحات هذا الأخير تحت غطاء “خاوة خاوة”.
قدوش مهدي.