في الرابع من فيفري من كل عام يتحد العالم بأجمعه للاحتفال باليوم العالمي للسرطان، هو عبارة عن مبادرة عالمية موحدة يقودها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC)، وذلك بهدف زيادة الوعي العالمي بالمرض وحث الحكومات والأفراد على مستوى العالم على اتخاذ إجراءات من أجل مستقبل خالٍ من السرطان.
ترجع فكرة تخصيص اليوم العالمي للسرطان الى عام 2000 خلال مؤتمر القمة العالمي الأول لمكافحة السرطان والذي عُقد بالعاصمة الفرنسية “باريس”، حيث تم توقيع ما يُعرف بـ”ميثاق باريس لمكافحة السرطان”، والذي تنص مواده على الالتزام العالمي التعاوني لتحسين جودة حياة مرضى السرطان واستمرار الاستثمار في أبحاث السرطان والنهوض بها وبسبل الوقاية والعلاج.
مع حلول كل ذكرى لتوقيع هذا الميثاق يستمر الرقم في الارتفاع بشكل يدعو للقلق، فحسب آخر إحصائية عالمية لحالات السرطان المسجلة لعام 2018، سجلت حوالي 18 مليون حالة جديدة سنوياً، و9.6 ملايين وفاة بالسرطان.
الجزائر هي الاخرى عرفت ارتفاع مخيف في ارقام المصابين بهذا المرض الخطير حيث كشف وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، ان الجزائر تسجل أزيد من50 ألف حالة جديدة سنويا، وأوضح أن عدد حالات السرطان المسجلة، يعادل 112 حالة بالنسبة لـ 100 ألف نسمة.
حيث يحتل سرطان القولون والمستقيم والرئة المرتبة الاولى لدى الرجال في حين يحتل سرطان الثدي وعنق الرحم المرتبة الاولى لدى النساء.
واستنادا إلى السجل الوطني لمرض السرطان، تقف الوضعية الوبائية وشيخوخة السكان والبيئة في الصف الاول المتسبب في زيادة عدد حالات الإصابة والوفيات.
كل هذا دفع الاختصاصيون الى المطالبة بإعادة تفعيل الصندوق الوطني لمكافحة السرطان الذي استحدث عام 2014 والممول من الدولة بمبلغ 30 مليار سنتيم، أي ما يعادل مليوني و225 ألف دولار أميركي. هذا بعد وضع خطة لرفع المبلغ سنويا، من خلال توجيه عائدات الضريبة التي يفرضها قانون المالية كل عام على التبغ والمشروبات الغازية السكرية والكحول إلى هذا الصندوق.
لكن المعطيات الاخيرة التي كشفها المراقبين تظهر استغلال 3بالمئة فقط من أمواله، بسبب عدم دعمه بنصوص قانونية تسمح باستغلال أمواله لفائدة المصابين بالسرطان، كما تم إلغاء عدة حسابات اجتماعية بما فيها حساب مكافحة السرطان من قانون المالية 2021.
وهذا يعتبر خطأ فادحا وفيه مضرة كبرى للمرضى، على حد قول المكلف بمتابعة وتقييم المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015/ 2019 البروفسور مسعود زيتوني، وذاك في ظل الارتفاع السنوي للمصابين بهذا المرض الخبيث.
من جهة اخرى كانت الجزائر قد أطلقت، في جانفي الماضي، خطة جديدة للوقاية من السرطان تمتدّ حتى عام 2025، وتتضمّن تطوير مراكز العلاج، وتحسين العلاج سواء بالأدوية الكيميائية أو بالأشعة، ودعم الصناعة المحلية للأدوية الموجّهة لعلاج مرضى السرطان، ووضع تدابير وإجراءات وقائية من بينها مكافحة التدخين.
شتاين بين الغاء الدعم المالي وإطلاق خطة للوقاية من السرطان…. يبقى مرضى السرطان يعانون الامرين في انتظار تطبيق الخطة الجديدة.
ش. علام