شددت مديرة وسائل الإعلام بوزارة الإتصال، سمية شايب، لدى مرورها اليوم الإثنين عبر التلفزيون العمومي، على أننا نعيش عصر التكنولوجيا والمعلومة السريعة، وعليه ستتلقى وسائل الإعلام عبر الإنترنت، خاصة التي يمتلكها شباب، كل الدعم اللازم لأداء مهامها.
وفي بداية حديثها، أشارت سمية شايب، إلى أن بداية الإهتمام بالإعلام الإلكتروني في الجزائر كانت عبر إرادة سياسية لتنظيم المشهد الإعلامي الإلكتروني، وفق توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون شهر فيفري الماضي.
وهي التوجيهات التي تلاها فتح وزير الإتصال، البروفيسور عمار بلحيمر، لورشة تشاورية بتاريخ 20 فيفري، ضمت الناشرين والمختصين في الإعلام الإلكتروني، وحضرها اكثر من 3000 مهني في المجال.
وتمخضت الورشة عن توصيات، شكلت بعدها “روح” النص القانوني الصادر في العدد 70 من الجريدة الرسمية
وبخصوص المرسوم التنفيذي المنظم للنشاط، أكدت المسؤولة في وزارة الإتصال، أنه يمنح المؤسسات الإعلامية الإلكترونية، التي سيتم منحها رخصة النشاط، إمكانية الإستفادة من كل التحفيزات والتسهيلات الممنوحة للنشريات الدورية العادية.
وبخصوص رخص النشاط، أكدت المتحدثة أنه تم تخصيص باك على مستوى وزارة الإتصال لإستقبال ملفات الراغبين في الحصول على الرخصة، ومرافقتهم حتى قبول ملفهم ومنحهم الرخصة في أجل أقصاه 60 يوما، كما نص على ذلك المرسوم التنفيذي المنظم للقطاع.
كما أن هناك لجنة مختصة على مستوى وزارة الإتصال، تدرس آليات منح المواقع الإلكترونية الإخبارية الإشهار العمومي .
وهنا، شددت سمية شايب، على أنه على مسؤولي المواقع الإلكترونية الإخبارية، التأكيد على احترام المهنية في نشر الأخبار، وضرورة الإستناد إلى مصادر رسمية وموثوقة في نقل المعلومة، مشيرة إلى أن المرسوم لم يحوي أي عقوبات، بل استبدلها بإجراءات إدارية من شأنها ضبط القطاع، وحمايته من التميع.
وبالعودة للتسهيلات الممنوحة للمواقع الإخبارية الإلكترونية، أشارت المسؤولة إلى أن أصحاب هذه المواقع من الشباب سيستفيدون من إمتيازات أبرزها مقرات للنشاط ومبالغ مالية عبر آليات يتم التحضير لها بالتنسيق بين الوزارة وقطاعات حيوية أخرى، بالإضافة إلى برامج تكوين لتكريس الممارسة الصحفية المحترفة.
مشيرة في هذا السياق إلى أن العصر الذي نعيشه حاليا، هو عصر التكنولوجيا والمعلومة الآنية، وعليه فقد حثّ البروفيسور بلحيمر الدوريات المطبوعة على إمتلاك مواقع إلكترونية، تكون ذات محتوى مستقل عن النشرية المطبوعة، وباللغات الأجنبية كالإنجليزية، بالإضافة للغة الأم العربية.
من جهته، استعرض مدير فرع الصحافة المكتوبة بوزارة الإتصال، محمد شوط، لدى مروره عبر التلفزيون العمومي في نفس البلاطو، الجانب القانوني للقطاع مؤكدا أن المرسوم التنفيذي المتعلق بالصحافة الإلكترونية “جاء لينهي الفوضى التي عاشها القطاع، ليعرف الناشرون حقوقهم وواجباتهم في ظل إحترام القانون والدستور”. خاصة وأن “فتح موقع إلكتروني إخباري كان بيد أي كان، حتى ولو كان من خاجر القطاع”.
وحسب شوط، فقد ركز القانون على شخص المدير المسؤول عن جهاز الإعلام الإلكتروني، أو ما يوازي مسؤول النشر في الدوريات المكتوبة، لكونه المسؤول الأول عن المؤسسة الإعلامية الإلكترونية، ولذلك تم وضع عدة شروط يجب توفرها فيه.
هذا الشروط وردت في المادة 5 من المرسوم، وكانت مخففة مقارنة بالدوريات المكتوبة، من بينها تخفيض شرط الخبرة من 10 إلى 3 سنوات.
كما أشار المتحدث إلى أن المشرّع لم يحدد في المرسوم، إختصاص الشهادة الجامعية، بل اشترط وجوب امتلاك مسؤول النشر لشهادة ليسانس فقط.
وبخصوص شرط توظيف صحفي محترف على الأقل، أشار شوط إلى أنه يستند على شرط مماثل بالنسبة للدوريات المكتوبة، متمنيا ألا يقتصر الأمر على صحفي محترف واحد.
وعن ما هية الصحفي المحترف، أكد سوط أنه “كل شخص متفرغ لمهنة الصحافة، وهي مصدر رزقه الدائم الوحيد”.
ليستعرض بعدها شوط، الإجراءات الإدارية التي سيتم اتخاذها في حالة مخالفة الناشر الإلكتروني لقواعد المهنة، وهي ثلاث إجراءات ترتيبها كالتالي إعذار للإمتثال، ثم تعليق مؤقت للنشاط لمدة 30 يوم، يليه سحب شهادة التسجيل.
وفيما يخص الإجراء الأخير، فيتم اللجوء إليه، وفق ما أكد ذات المتحدث، في حالة عدم الإمتثال بعد توقيف النشاط لمدة 30 يوم، التنازل عن شهادة التسجيل، عدم ممارسة النشاط لمدة 6 أشهر، التوقف عن النششاط دون تبرير لمدة 30 يوما أو في حالة الإفلاس والتسوية القضائية.
ليؤكد أنه في حالة نشر محتوى يخالف التشريع، عن طريق قرصنة الموقع، فهناك 3 إجراءات على مسؤول النشر القيام بها وهي إثبات حدوث قرصنة، تبليغ السلطات عن حالة القرصنة والتوقيف المؤقت للموقع إلى غاية معالجة القرصنة.
كما طمأن شوط، أصحاب النشريات الدورية العادية الراغبين في تحويلها إلى مواقع إلكترونية، بأنهم سيعاملون مثلهم مثل أصحاب المؤسسات الإعلامية الإلكترونية الأخرى.
ليوضح في ختام مداخلته، كون وضع شرط التصريح برأس مال المؤسسة الإعلامية الإلكترونية ومصدر تمويلها يأتي لتكريس الشفافية ووضع حد للتمويل مجهول المصدر، أو الأجنبي.