حتى نكون صادقين مع أنفسنا و موضوعيين،فإن ما تشهده مؤسساتنا التربوية في الآونة الأخيرة و التي تحولت إلى مساجد و مصليات كبيرة بسبب تعمّد التلاميذ و الأساتذة و العمال و الإداريين في إقامة الصلاة في أفنية المدارس حتى دون وقتها،حاد عن الرسالة التي يُراد لها أن تصل إلى المسؤولين و خاصة إلى وزيرة التربية الوطنية نورية بت غبريت،حيث تحول الأمر إلى قضية “تاغنانت” و إقامة الصلاة نكاية أو “زكارة”-أو مكرة بلغة أهل الشرق الجزائري-في بن غبريت و يا ليته كان حبًا في الصلاة و إلتزامًا بها.
و الخطير في الموضوع أنه أخذ حجمًا أكبر من حجمه الحقيقي و راح بعض “المرضى نفسيًا” يوزعون “صكوك الغفران” -على طريقة الكنيسة الكاثوليكية خلال القرون الوسطى-و نصّبوا أنفسهم “حُماة للإسلام” و نسوا أو تناسوا عن قصد و عمد أن للإسلام ربًا يحميه،و أن الله وحده فقط من يعلم ما في الصدور،و هنا لا بد لي أن أذكر حادثة وقعت بإحدى المدارس بولاية جزائرية من الشرق،حيث كان عدد من التلاميذ في حصة للتربية البدنية و بمجرد ما إنتهوا من الحصة إلتحقوا،اليوم الخميس،بزملاء لهم بالمدرسة كانوا على أهبة الإستعداد للصلاة بإمامة أستاذهم،و صلوا بشكل عادي دون وضوء و رائحة العرق تنبعث من أجسادهم و منهم ذكور كانوا يلبسون لباسًا غير محتشم و كذلك الفتيات اللواتي صلين بـــ”الفيزوات”….!!!.نعم للأسف هذا ما حدث في إحدى مدارسنا…من باب كل شيء يجوز من أجل تحدي وزيرة التربية.
الأكيد أن الوزيرة بن غبريت إرتكبت خطأً فادحًا يُحسب عليها و ستدفع ثمنه غاليًا،لكن ذات الوزيرة عرّت حقيقة بعض الجزائريين الذين يعشقون شيء إسمه “الزكارة” فإخترعوا هذه المرة صلاة جديدة قد تُضاف للصلوات الخمس إسمها صلاة “الزكارة”.
عمّـــــــار قـــــردود