رغم مرور 4 أيام فقط عن حلول شهر رمضان لهذه السنة،و رغم الإعلانات الكثيرة لبعض القنوات الفضائية الجزائرية التي سبقت الشهر الفضيل و كانت تُروج لأعمالها الرمضانية التي ستُعرض خلال هذا الشهر،إلا أنه و خلال اليوم الأول سقطت كل تلك الحملات الإعلانية الترويجية لمعظم تلك القنوات في الماء و كان “إنتاجها الرمضاني” و كأنه شيئيًا لم يكن بسبب غرقه في الرداءة و الضعف فنيًا و إنتاجيًا،مقابل بروز أكثر لقناة “الشروق العامة” و إستمرارها في الحفاظ على ريادتها التي إفتكتها عن جدارة و إستحقاق كبيرين.
و نشير إلى أن الكثيرون توقعوا سقوط حر لقناة “الشروق” خلال شهر رمضان الجاري بسبب ما تعرضت له من مشاكل و إستهدافها من جهات عديدة و محاولة كبح نجاحاتها الكثيرة،لا سيما بعد قضية تصوير “الرايس قورصو” و ” لأسباب مادية مثلما كشف عن ذلك المدير العام لمجمع الشروق الإعلامي علي فضيل.
لكن “الشروق” رفعت التحدي و جابهت و صارعت كل الزوابع و الأعاصير و تمكنت من البقاء في مكانها الطبيعي و المناسب و هو الريادة و الصدارة دومًا و أبدًا. و تتسم الشبكة البرامجية لقناة “الشروق” رمضان هذا العام بالثراء والتنوع كما تمس مختلف شرائح المجتمع، إذ يسعى من خلالها القائمون على إدارة الإنتاج إلى تلبية رغبات وأذواق الجزائريين أينما كانوا داخل الوطن وخارجه، وكذا لتأكيد الريادة والصدارة للقنوات الوطنية والأجنبية الأكثر مشاهدة في الجزائر للعام السادس على التوالي
وتتكون الباقة البرامجية الرمضانية التي سيتم عرضها على “الشروق العامة” و”الشروق نيوز” و”سي بي سي بنة” من أزيد من 50 إنتاجًا تلفزيونيًا تتنوع بين البرامج الروحانية التي تلتزم بالمرجع الديني الوطني المعتدل وتجمع فيها مختلف المشايخ الجزائريين والعرب. دراميًا هناك 3 أعمال ضخمة بنكهة جزائرية وعربية، تتمثل في المسلسل التاريخي الديني “هارون الرشيد”، ومسلسل “وردة شامية” و مسلسل “لالة زينب” الذي يضم نجوم الدراما الجزائرية على غرار مليكة بلباي ومصطفى لعريبي وعايدة كشود.إضافة إلى السلسلة الكوميدية الخيالية “بوقرون” لحميد عاشوري وخالتي بوعلام وكمال بوعكاز، ومن إخراج وإنتاج ريم غزالي. كما حضرت “الشروق” لمشاهديها 6 برامج من “الكاميرا الخفية”، إلى جانب عشرات “السيتكومات” أبرزها “القبيلة” لأنس تينا، “دقيوس ومقيوس” مع الثلاثي الذهبي نبيل عسلي ونسيم حدوش وعبد القادر جريو، “بين البارح واليوم” لزنقا كرزي والعديد من البرامج والفقرات الفكاهية
. و رغم الزخم-من حيث الكم- الذي يعيشه الجزائريون في سباق دراما رمضان مع عرض قرابة العشرين مسلسل في رمضان، إلا أنها من حيث الكيف كانت ضعيفة و في بعض الأحيان مثيرة للسخرية،و شهدت الأعمال الرمضانية التي عرضت عبر القنوات التلفزيونية الفضائية العمومية و الخاصة سقوطًا حرًا و نفورًا من طرف المشاهد الجزائري الذي فضّل مشاهدة “قلة قليلة” من الإنتاج الدرامي الرمضاني الجزائري على قناة “الشروق العامة” دون سواها بسبب جودة الأعمال الدرامية التي إنفردت بعرضها على الجمهور الجزائري الذي يُشاهد التلفزيون في رمضان أكثر من أي فترة زمنية أخرى على مدار العام
و لعلى السمة البارزة لرمضان هذا العام بالرغم من أننا في بداياته فقط و ربما القادم أخطر على القنوات الفضائية الجزائرية هو الإنحراف الأخلاقي لما تتضمنه مختلف برامج “الكاميرا الخفية” التي باتت تسيء للجزائريين و تفضحهم دون وازع ديني و أخلاقي أو رادع قانوني،كما أن غالبية الإنتجات الدرامية و الفكاهية سواء كانت مسلسلات أو”سيت كوم” من المتوقع لها الفشل الذريع خاصة و أن البداية-و نحن في اليوم الرابع من رمضان-تنبئ بذلك. كما وقعت القنوات الجزائرية الخاصة والعمومية، في فخ التكرار و الاستنساخ و الإستسهال و الإبتعاد عن الإبداع و روح المبادرة و الإتيان بالجديد و المفيد و هي السمة البارزة على المادة التلفزيونية التي يتم عرضها هذا الموسم على المشاهد الجزائري، رغم رصد هذه القنوات الملايير لإنتاج هذه الأعمال الرمضانية و التنافس على الفوز بالمشاهد الجزائري
. المشاهد الجزائري يطلق القنوات الجزائرية و يتجه صوب القنوات العربية رغم أننا في اليوم الرابع فقط من شهر رمضان الفضيل إلا أن المشاهد الجزائري و على غير العادة أضطر إلى تطليق مشاهدته للقنوات الجزائرية و تفضيله متابعة ما تجود عليه به القنوات العربية و ذلك بسبب الأعمال الدرامية المبتذلة و ذات المحتوى الفارغ و إتسام الكثير منها بالإستنساخ و تقديم نفس الفكرة و إن كانت بأساليب مختلفة ،فمسلسل”بوقرون” الذي تبثه قناة الشروق، يخترع “مسعود” آلة سفر عبر الزمن، ويذهب إلى الماضي، وفي مسلسل “عنتر ولد شدّاد” الذي يبث عبر التلفزيون الجزائري الرسمي، يُتابع “عنتر” اختراع عبقري آخر يُدعى “المدني” آلة للسفر عبر الزمن أيضاً، وفي مسلسل “بيبان دزاير” الذي يتم عرضه على قناة “دزاير تي في”، تحضر شخصية تُسافر عبر الزمن بحثاً عن مفاتيح أبواب مدينة الجزائر الخمسة
. “الشروق” تنفرد بعرض “هارون الرشيد” في منطقة المغرب العربي إنفردت قناة “الشروق العامة” بعرض المسلسل الضخم و المتميز “هارون الرشيد” بشكل حصري في منطقة المغرب العربي رغم أن عملية تصوير المسلسل لا تزال جارية و متواصلة على قدم و ساق،حيث اقترب المخرج السوري عبد الباري أبو الخير، من إنهاء تصوير المراحل الأخيرة من المسلسل التاريخي “هارون الرشيد” حيث دخلت المشاهد التي صورت حتى الآن مرحلة المونتاج
. ويعتبر “هارون الرشيد” أضخم إنتاج درامي للعام 2018، و يلقى متابعة كبيرة من طرف الجزائريين على شاشة “الشروق” التي اختارت توقيتًا مناسبًا لعرضه (في حدود الساعة 4.30 عصرًا) و يتناول العمل أهم مراحل حياة الخليفة العباسي “هارون الرشيد”، بواقع سنتين قبل وصوله إلى السلطة إلى وفاته في النهاية، شاملًا حياة القصر والصراعات التي دارت في عرين السلطة، بما في ذلك الدسائس والمؤامرات، وصولًا إلى قضائه على البرامكة
. يشار إلى أن السيناريو من تأليف السيناريست القدير عثمان جحا، والإخراج لعبد الباري أبو الخير. ويؤدي شخصية هارون الرشيد النجم قصي خولي، فيما يشارك في العمل نخبة من ألمع نجوم الدراما السورية والعربية، يتقدمهم عابد فهد، وعبد المحسن النمر، وحبيب الغلوم، وكاريس بشار، وكندا حنا، وديمة بياعة، وياسر المصري، ونادرة عمران، وديمة الجندي، ونضال نجم، وسحر فوزي، وعلا بدر، ورهف الرحبي، وطلال مارديني، ونضال نجم، وإسماعيل مداح، وماهر مزوق، وديمة الحايك، و أسماء قرطوبي.
توقعات لا أحكام و قد بدا واضحًا أن الخيار الأنسب للجمهور الجزائري هو إتجاهه لمتابعة المسلسلات التاريخية، كحالة من التعويض عن غياب التشويق في الدراما الاجتماعية مطلع الموسم الرمضاني.و رغم أن الموسم ما زال في بدايته، فمن المبكر الحكم على نجاح عمل من عدمه، خاصة في إطار “الرايتينغ” حيث تحكم نسب المشاهدة وليس جودة العمل. في حين يظل سقف التوقعات مرتفعًا فقط في قناة “الشروق” دون سواها بعد عرض “هارون الرشيد” و “بوقرون” و “لالة زينب”.
عمّار قردود