من بين ما قاله وزير الدفاع الوطني الأسبق الجنرال المتقاعد خالد نزار عن الوضع الذي كانت تمر به الجزائر في جانفي 2015 (رئيس مريض ومنهك، كان الجميع متخوف من وفاة متوقعة لبوتفليقة بسبب تفاقم وضعه الصحي..) بخبث شديد:”أدعو ربي ما يموتش بوتفليقة، وإلا بال علينا الڨايد”…! هكذا قالها بالحرف دون حياء أو حشمة.
الجزائر1 هذا خالد نزار و هو واحد من حوالي 43 مليون جزائري عبّر منذ 4 سنوات خلت عن موقفه من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ،فهل تعتقدون بأن الشعب الجزائري بات يحنُ إلى رئيسه السابق الذي عاث فسادًا في البلاد و العباد؟، أو أن هناك بعض الجزائريين الذين غرفوا من خيرات بوتفليقة يتمنون عودة الرئيس المستقيل إلى الحكم مجددًا؟.
الأكيد لا..فالشعب الجزائري طلق رئيسه السابق بالثلاث،لكن الأكيد كذلك أن هناك عدد من الجزائريون يرغبون و بشدة في عودة الرئيس السابق بوتفليقة إلى الحكم ربما ليس حبًا فيه و لكن لحاجة في نفوسهم المريضة و الخبيثة.
و لعلى من الذين يحنّون لعهد بوتفليقة البائد كل المسؤولين الذين بلغوا مراتب هامة في دواليب الدولة الجزائرية و شغلوا مناصب كبيرة عليهم و ما كانوا يحلمون أن يبلغوها،لكن بفضل بوتفليقة بلغوها،من أمثال جمال ولد عباس و من على شاكلته.
فأمثال السعيد بوتفليقة،أحمد أويحي،عبد المالك سلال،عبد الغني زعلان،الجنرال توفيق،الجنرال طرطاق،الجنرال عبد الغني هامل،عمار غول،لويزة حنون،عمارة بن يونس،حميد ملزي،السعيد بركات،علي حداد،يسعد ربراب،محي الدين طحكوت،مراد عولمي،الإخوة كونيناف و عائلاتهم و أقاربهم و كل من كان مسؤولاً في عهد بوتفليقة و هو ليس أهلاً لذلك المنصب يحنّون لعهد بوتفليقة بلا شك.
الجزائر1 و حتى الجنرال نزار الذي كان يريد استمرار بوتفليقة في الحكم ليس لأنه يحبه، فالكثير يعرف الحساسية الموجودة بين الرجلين منذ 1999، لكن لحاجة في نفسه، وهو أن بقاء بوتفليقة سيحول دون تمدد نفوذ نائب وزير الدفاع الوطني و رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني.
قد يدخل عهد بوتفليقة في زُمرة الحنين إلى الماضي، خصوصًا مع تطاول أمد المعاناة الاقتصادية والغلاء و ضبابية مستقبل البلاد، والشوق الدائم لأيام الرخاء و البحبوحة المالية،بالرغم من أن الوضع الحالي بالبلاد مؤقت و له أسبابه و مبرراته المنطقية و الموضوعية وقد تسمع بعض الجزائريون يترحمون على زمن بوتفليقة،مثلما ترحم التونسيون على عهد زين العابدين بن علي.
في عهد بوتفليقة و عصابته تم صرف أزيد من 1000 مليار دولار و النتيجة لا شيء،فلا هناك مستشفيات بمقاييس عالمية و لا مصانع كبيرة إمتصت نسبة البطالة العالية،بل حتى في العهد البائد أُبتلي الجزائريين بأمراض بدائية إنقرضت منذ قرون كالطاعون و غيره،و الغلاء الفاحش مسّ كل المواد الإستهلاكية،لكن بعد بوتفليقة لاحظ الجزائريون أن هناك إنخفاض غير مفهوم في أسعار الكثير من المواد الإستهلاكية خاصة خلال شهر رمضان الفضيل و حققت الجزائر الكثير من النجاحات و الإنتصارات شملت حتى الرياضة عندما ظفر “الخُضر” بالتاج الإفريقي بمصر.
أنا شخصيًا أستبعد إمكانية عودة بوتفليقة للحكم و لا أتمناه و لكن بالمناسبة تستحضرني حادثة الرئيس الهايتي جان برتران أريستيد، الذي تمت الإطاحة به في انقلاب عسكري في بداية التسعينيات، وعاد بعد أربعة سنوات ليشغل ذات المنصب، ومن ثم خُلع بانقلاب عسكري آخر، ومضى يندب تدخل الغرب في شأن بلاده.
الجزائر1 عندما سُئل “سلافوي جيجك”: “من هو أكثر شخص أثار إعجابك؟”، رد قائلًا: “جان برتران أريستيد، الرئيس الهايتي المخلوع مرتين، إنه نموذج لما يجب العمل به للناس في أوضاع يائسة”، وكون عودة بوتفليقة مستحيلة، فهو رهان متآكل في واقع السياسة المتقبلة و التي قد تأتي رياحها بما لا تشتهيه سفينة الجزائريين…!.
الجزائر1 لكن جريدة “لوموند” لمحت إلى إمكانية وفاة الرئيس بوتفليقة دون الإعلان عن ذلك رسميًا و قالت إنه لم تصدر عن بوتفليقة أية إشارة تدل على أنه على قيد الحياة منذ تخليه عن منصبه في الثاني من فبريل الماضي بعد أن أمضى 20 سنة في الرئاسة الجزائرية. وقد كان آخر ظهور للرئيس السابق عند تسليمه استقالته قبل أربعة أشهر.
و أفادت أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة في مصير عبد العزيز بوتفليقة الذي لا يلاقي اهتمامًا يُذكر، في الوقت الذي تم إيداع سعيد بوتفليقة وعددًا من شركائه السجن في4 ماي الماضي.
الجزائر1 وذكرت “لوموند” أن القلة القليلة من الجزائريين الذين ما زالوا يتساءلون عن مصير رئيسهم المخلوع يُرجحون أنه ينعم بحياة مُترفة في منفاه في الإمارات العربية المتحدة التي كان قد قضى فيها 15 سنة قبل توليه منصب الرئيس في سنة 1999. علاوة على ذلك، فقد ذكر آخرون أن بوتفليقة موجود في سويسرا أو فرنسا أو أنه نُقل تحت حراسة مُشدّدة إلى المناطق المحيطة بالعاصمة الجزائر.
الجزائر1 و ختمت بالقول أن مجلة “جون أفريك” تؤكد من جهتها أن الرئيس السابق لم يغادر مُطلقا قصر زرالدة، الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا غربي العاصمة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا القصر الذي يخضع لحماية مشددة أعدّته المخابرات العسكرية واُتيح لبوتفليقة صيف سنة 2013 عند عودته من فرنسا بعد أن تسبّبت سكتة دماغية في بقائه في المستشفى لثلاثة أشهر تقريبًا.
عمّــــار قـــردود