كشفت المخابرات الامريكية في تقرير لها صدر بتاريخ 30 جوان 1978،وكان في شكل مذكرة موجهة لقادة ومسؤولي كافة أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية، تبين أن النظرة الامريكية للنزاع في الصحراء الغربية ليست مثل النظرة الرسمية التي تبديها للجمهور وللرأي العام.
ففي الصفحة الثالثة من التقرير المؤلف من 24 صفحة، يعترف مدير “سي آي إيه” بأن للمغرب أطماع توسعية في منطقة شمال إفريقيا، بحيث يزعم بأن لديه أراض في موريتانيا ومالي، وحتى في “أجزاء من الغرب الجزائري”.
ويواصل التقرير السري تعرية مزاعم نظام المخزن المغربي، عندما راح يسرد كرونولوجيا الصراع في الصحراء الغربية، بحيث يتحدث عن اقتسام الأراضي الصحراوية بين المغرب وموريتانيا فور خروج إسبانيا من الأراضي التي كانت تحتلها.
وفي الصفحة الخامسة من نفس التقرير، يعود مدير المخابرات الأمريكية إلى ظروف وتاريخ نشأة جبهة البوليزاريو.
وفي هذا الإطار، يقول التقرير إنه بتاريخ 1968، قامت مجموعة من الطلبة الصحراويين الذين كانوا يدرسون في العاصمة المغربية الرباط، بتأسيس أول نواة، كانت تهدف للمطالبة سياسيا بإنهاء الاحتلال الإسباني للصحراء الغربية.
وبتاريخ 17 جوان 1970، قامت تلك المجموعة بتنظيم مظاهرات في مدينة العيون الصحراوية المحتلة، للمطالبة برحيل قوات الاحتلال الإسباني، غير أن رد فعل الشرطة الإسبانية وقيامها بقمع المتظاهرين، وسقوط قتلى، نجم عنه ميلاد قناعة بوجوب إنشاء منظمة مسلحة لتحرير الصحراء الغربية، بدلا من النضال السياسي.
وفي سنة 1972، يقول التقرير، تم الإعلان عن إنشاء أول مجموعة صحراوية مسلحة. وبتاريخ 10 ماي 1973، تم الإعلان عن ميلاد جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “البوليزاريو”.